تعريف التصوف

تعريف التصوف

بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله الذي، خص أولياءه بلطائف الإيمان طَولا وإمتنانا، وألّف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمته إخوانا، ونزع الغل من صدورهم فظلوا في الدنيا وفي الآخرة رفقاء وخِلانا، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أكرم المؤمنين بالنظر إليه يوم القيامة عيانا، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، إختاره وإصطفاه ورقّاه مراتب وأعيانا،

ثم بعثه متممّا لمكارم الأخلاق إلى كافة الخلق إنسا وجانا، وهدى به السبيل الأقوم لمن سبقت له عناية الله رحمة وإحسانا، وأحيى به طرق الإيمان بعد أن جُهِلت مكانا ووهت أركانا، صلى الله وسلم عليه وعلى آله السادة المتقين الذين جعل الله محبتهم للسعادة الكبرى عنوانا، وأصحابه الأكرمين الذين فازوا بقربه من الكرامة شرفا ورضوانا. اللهم أرزقنا الإخلاص في الأعمال واجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهك الكريم .

أمّا بعد…

. فلابد من تعريفات مختصرة عن التصوف الذي هو مرتبة عالية من الدين والله ولي التوفيق.

تعريف التصوف

فإن التصوف لطالما كان موضع سؤال عند الناس ما حقيقته وما سرّ تعلق جماعات به وما معنى الذكر والأوراد ولماذا تُقام المواسم على محبة الصالحين؟ وبين غياب البيان وتراكم الجهل تعددت الاتهامات وساد التشويه، حتى نُسب للتصوف ما ليس منه، ونُزعت عنه شمائلُه التي عرفها السَّلف من قبل.

والحقُّ أن التصوف كما هو عند أهله الصادقين ليس طقوسا ولا خروجا عن الشريعة..بل هو قلبُ الشريعة المحمدية وروحُها، وهو مقام الإحسان في أكمل تجلياته.

مراتب الدين:
بيّن النبي صلوات ربي وسلامه عليه أن الدين على ثلاث درجات:

1. الإسلام
هو الاستسلام لله ظاهرا بأداء الشهادة والصلاة والزكاة والصيام والحج.
2. الإيمان
هو تصديق القلب وطمأنينته بالغيب، وهو مرتبةٌ أعلى من الإسلام كما قال تعالى:
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَـكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا..
3. الإحسان
وهو لبّ الدين وروحه
أن تعبد الله كأنك تراه
وهو مقامٌ لا يُنال إلا بتزكية النفس، وكثرة الذكر وصدق المحبة كما في الحديث القدسي:
وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه…

ما هو التصوف إذن..؟

التصوف هو السعي للوصول إلى مقام الإحسان، بتهذيب الباطن، وإحكام الظاهر، على نور من الكتاب والسنة.
هو تزكية النفس التي أمر الله بها، وإحياء القلب بذكر الله، والصدق في طلب وجه الله...
بل الذكر أقوى ثم أولى لاسيما ...اذا إستشعر القلب النعوت الحميدة

هو الإسلام إذا صفا،والإيمان إذا رقّ، والإحسان إذا أصبح حالا دائما ..حرقة في القلب لا خرقة تلبس ظاهرا..
ليس التصوف مذهبا جديدا، ولا دينا مواز للدين، بل هو تربية روحية وأخلاقية تكمل بناء المسلم.

مرتكزات التصوف الشرعي
1. الالتزام بالكتاب والسنة
فكل ما خالفهما فباطل مهما نُسب لأهل الطريق..
2. تزكية النفس ومجاهدتها
قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا..
3. الإكثار من الذكر والطاعة
فبالذكر يحيا القلب، وتصفو الروح.
4. صحبة الصالحين
فالمرء يرقى بصحبة أهل الأدب والورع.
فاي وصول كان من غير بابنا...واي دخول منه دون اشارة
5. التحلي بالأخلاق النبوية
الصدق، الرحمة، التواضع، الصفح، ولين الجانب.

-- ما ليس من التصوف
ليس من التصوف:
الخرافات والشعوذة.
ادعاء الكشف بلا علم.
ترك الفرائض.
الغلوّ في الأشخاص.
البدع المحدثة التي لا أصل لها.
فالتصوف الحقّ يزيدك التزاما بالشريعة لا خروجًا عنها.
التصوف في الحقيقة ميدان..كل يتذوق في ميدانه حسب استعداده..

له تعاريف عديدة.. فهجرة من ضيق النفس إلى سعة الله، تُطهر قلبك حتى يصبح مرآة تتجلى فيها أنوار الحق، أن تعامل الخلق برحمة..أن تذكر الله حتى يلين قلبك، فإذا لان رقّ، وإذا رقّ أحبّ، وإذا أحبّ عرف.
والصوفي لا يطلب الكرامة ولا الشهرة والجاه، بل يطلب رضا الكريم. وإذا رأيته قلتَ في نفسك: هذا رجلٌ ذكّرني بالله.

التصوف في كلمات
هو الجانب الروحي من الإسلام.
هو أدبٌ مع الله، وأدبٌ مع الخلق.
هو طريقٌ يمرّ بالنفس ليصل إلى القلب، ومن القلب إلى ربّ القلب.
طرقه تختلف، لكن هدفه واحد، قربٌ من الله جل وعلا وسلام في القلب.

خلاصة قد تجمع
التصوف هو الإسلام حين يُعاش بقلبٍ محب، والإيمان حين يتزين بالنور، والإحسان حين يثبت في السلوك.
هو الشريعة حين تُثمر حقيقة، والعبادة حين تتحول إلى شهود، ومحبة الله حين تصير حياة.

ومن ذاق عرف…ومن عرف صفا…ومن صفا وفى.

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...
بحث وتحقيق مقدم الطريقة الشيخية حاكمي مصطفى غفر الله له

موقع الطريقة الشيخية الشاذلية ( طريقة أسلاف بيضاء نقية )

Mise en ligne le 15/11/2004. Tariqa-Cheikhiyya© 2004