تعريف الطريقة الشيخية


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


تعريف الطريقة الشيخية


تعريف الطريقة وفقا لاصطلاح الشرع ووفق منهج أصحاب الطرق السادة الصوفية وقد ذكر العلماء والصالحون تعريفات كثيرة للطريقة وكلها تصب في معنى واحد وهو : ذلك المنهج الروحي والطريق السلوكي التربوي الذي يتوصل به إلى معرفة الله تعالى وإلى مقام الإحسان ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) وإليك بعض هذه التعريفات التي جمعناها ونقلناها عن العلماء والصالحين :

الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه : قال في كتابه البرهان المؤيد الطريقة : الشريعة والشريعة : الطريقة والفرق بينهما لفظي والمادة والمعنى والنتيجة واحدة.

الإمـام الشــعراني رحمه الله تعالى : قال رحمه الله تعالى في كتابه لطائف المنن والأخلاق 1/ ص2 : إن طريق القوم محررة على الكتاب والسنة كتحرير الذهب والجوهر فيحتاج سالكها إلى ميزان شرعي في كل حركة وسكون .

الإمام الجنيد البغدادي رحمه الله تعالى : نقل السلمي في كتابه طبقات الصوفية ص 159 عن الجنيد رحمه الله تعالى قوله : الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم واتبع سنته ولزم طريقته فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه .

الحافظ محمد صديق الغماري رحمه الله تعالى : قال رحمه الله تعالى في كتابه الانتصار لطريق الصوفية ص 6 : أما أول من أسس الطريقة ، فلتعلم أن الطريقة أسسها الوحي السماوي في جملة ما أسس من الدين المحمدي ، إذ هب بلا شك مقام الإحسان الذي هو أحد أركان الدين الثلاثة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما بينها واحداً واحداً ديناً بقوله:فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم. في الحديث الصحيح المشهور الذي أخرجه مسلم في صحيحه وهي الإسلام والإيمان والإحسان. فالإسلام طاعة وعبادة والإيمان نور وعقيدة والإحسان مقام مراقبة ومشاهدة : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . ثم قال رحمه الله تعالى :فإنه كما في الحديث عبارة عن الأركان الثلاثة فمن أخل بهذا المقام ( الإحسان) الذي هو الطريقة فدينه ناقص بلا شك لتركه ركناً من أركانه فغاية ما تدعو إليه الطريقة وتشير إليه هو مقام الإحسان بعد تصحيح الإسلام والإيمان .

العارف بالله تعالى والدال عليه، الولي الشهير، الشيخ سيدي أبو عبد الله عبد القادر بن محمد المعروف " بسيدي الشيخ" رضي الله عنه، هو الذي أسس الطريقة وسميت بإسمه : شيخية أو بوشيخية ، وذلك في القرن العاشر الهجري

فالطريقة الشيخية هي طريقة إسلامية سنية صوفية، تحث على طاعة الله عز وجل والإلتزام بالسنة المطهرة، وهي طريق قويم وصراط مستقيم تهدي إلى السبيل والهدى، جامعة بين الشريعة والحقيقة لأنها شيخية المشرب شاذلية المرجع محمدية الأصل والمنبع. " بسندها المتصل إلى الإمام سيدنا أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه، ثم منه إلى سيد الوجود النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أجمع القوم على الطريقة الشاذلية"

إن مبنى الطريقة الشيخية على طلب العلم، وإحترام العلماء والفقهاء والفقراء، وكثرة ذكر الله تعالى مع الحضور،إذ هي من أقوم وأبسط وأنفذ وأقرب الطرق الصوفية إلى الله عز وجل، فمن سلكها وصل إليه تعالى مصحوبا بالسلامة محفوفا بالكرامة والأنوار، لأنها متمسكة بآداب الشريعة التي تحث على فضيلة الوسط بلا مجاهدة ولا كثرة الجوع، ولا كثرة السهر ولا طقوس، وبالتالي فإنها سليمة من كدورات جهلة المتصوفة، نسأل الله جل في علاه الحفظ والسلامة

قال مؤسس الطريقة سيدي الشيخ رضي الله عنه في الياقوتة :

وحال لها حوى الأصول بأسرها *** طريقة أسلاف بيضاء نقية
فهذي فصولها وشرط كمالها * * * منوط بعلم ثم حلم وحكمة

وقال تلميذه العلامة الفقيه سيدي عبد الله الجراري

طريقي إلى الرحمان حاوي المذاهب** وحائز قصب السبق أعلى المراتب
تسمى بعبد القادر بن محمد ****** لديه يروم المرء كل المواهب
جواب جرابي قد جرى بي ما جرى* *** جراب ملاه الشيخ ليس بسائب

للطريقة الشيخية أذكارها وأورادها الخاصة بها، وهي من النعم الإلهية والنفحات الربانية على شيخنا رضي الله عنه فأمر بها نفعا لأتباعه فسقت روحه الطاهرة بمدده الفائض على المريدين عن طريق هذه الأوراد وما خصت به من بركات، والمتتبع أخبار شيخنا شاهد على ذلك، إذ إنتفع به من لا يحصون من أتباعه " أولياء، وأهل سلوك، وأقطاب، وعلماء عاملين

وربنا هو الفتاح العليم ، سبحانه يخلق ما يشاء ويختار


يعتنق الطريقة الشيخية عدد كبير جدا من المريدين ما يعلم عددهم إلا الله سبحانه وتعالى، بالمغرب العربي وأوروبا وأمريكا، أين ينتشر أولاد سيدي الشيخ، والقبائل التابعة لها: كالشرفاء، البوبكرية خاصة أولاد سيدي أحمد المجدوب، المهاية، العكارمة، حميان، العمور، أولاد جرير، بني مطهر، بني كيل، الرزاينة، القرارشة، الشعانبة، الأغواط كسال، البرابر..... وغيرهم من القبائل المخلصة والوفية للطريقة الشيخية

مهمة الطريقة الشيخية

للطريقة الشيخية مهمة نبيلة، وعمل شريف يتمثل في تحفيظ كتاب الله تعالى، وتعليم أصول الدين وعلومه على ضوء العقيدة الأشعرية والفقه المالكي والتصوف السني المغاربي الأصيل، والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والمحافظة على الطهارة وصلاة الجماعة إن أمكن، وذكر الله مع الفقراء، والنصح لكل مسلم، كما تقوم كذلك بمحاربة البدع والإنحرافات والشعوذة، والدعاوي الباطلة بالحكمة والموعظة الحسنة وبالتي هي أحسن

كيفية العهد والبيعة في الطريقة الشيخية

- أولا يغتسل المريد، ويصلي ركعتين نفلا لله تعالى ويسأله عز وجل، التوبة، والقبول، وأنه رضي بالشيخ سيدي عبد القادر بن محمد شيخا له و بطريقته في التربية والسلوك إلى الله عز وجل
- ثم يتصافح مع الشيخ أو نائبه " المقدم " ثم يخلو بالمريد ليعلمه صورة الطريق وما يترتب عليها، وينصحه على طاعة الله جل وعلا، والإلتزام بالسنة المطهرة، وفعل الخيرات وترك المنكرات، والدوام على الطهارة وصلاة الجماعة، وذكر الله تعالى، ومخالطة الصالحين، والإنقطاع عن أصحاب السوء، وإرضاء الخصوم ما أمكنه وإصلاح ما أفسد وأن يرد إن أخذ منهم شيئا وكف الأذى وحمله والتصبر، كما يعلمه بأن ورد طريقتنا لا تضاف عليه أوراد أخرى إلا بإذن الشيخ المؤذون الحالي للطريقة أو خلفائه ، ثم يضع الشيخ أو خليفته" المقدم " يده اليمنى فوق رأسه، أنه شريك في التوبة لإستوائهما في أمر الله عز وجل : " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المومنون لعلكم تفلحون " . الآية .
ويغض عينيه ثم يسكت وقتا قصيرا، لتجتمع همته لقوله عليه الصلاة والسلام : " طوبى لمن جعل همه هما واحدا " . ثم يتعوذ ويبسمل ويقول : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه ثلاث مرات ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحمد الله تعالى ثم يتبعه المريد في ذلك كله، ثم يدعو له بخير الدنيا والآخرة .

- أما تلقين "النساء" فلا يفعل معهن شيء إلا بإذن أزواجهن .

آداب الذكر في الطريقة الشيخية

على المريد أن يكون على وضوء محافظا على صلاة الجماعة .وعند الذكر عليه أن يستقبل القبلة، وأن لا يشغل باله بأي أمر من أمور الدنيا الفانية، وأن يعلق قلبه بالله تعالى ذليلا خاشعا مطيعا، واضعا شيخه بين عينيه، وأن يكون نظيف الفم طيب الرائحة، وأن يجلس على شقه الأيمن، ولا يكون مربعا، وأن لا يشرب الماء وهو يذكر أوراده، وإذا ناداه أحد فليقل سبحان الله .
والله ولي التوفيق


شروط المريد الشيخي :

تنقسم شروط الانتساب الى الطريقة الشيخية الشاذلية الى قسمين:

شروط صحة لا بد منها

و شروط كمال على من يستطيعها.

أولا: شروط الصحة التي لابد منها:

1- الإغتسال بنية تجديد التوبة

2- التلفظ بالشهادتين بنية الوجوب.

3- صلاة ركعتي التوبة بالكافرون والإخلاص.

4- القول في حضرة المقدم أوالشيخ: أعوذ بالله

من الشيطان الرجيم ،بسم الله

الرحمان الرحيم ،أستغفر الله العظيم (مرتين) و أتوب إليه .

اللهم تب علينا

ووفقنا لما تحبه وترضاه، وصل اللهم على سيدنا محمد و على آله

والحمد لله رب العالمين .

5- إحضار نية التوبة إلى الله من جميع الذنوب والندم عليها مع عقد

العزم على عدم العودة إليها.

6- أداء حقوق الخصوم و مصالحتهم، مع سلامة الصدر

على جميع المسلمين.

7- المحافظة على الفرائض و اجتناب المحرمات.

8- المحافظة على حزب الفلاح بعد صلاة الصبح و صلاة المغرب.

9- المحافظة على الأذكار السرية بعد صلاة الصبح و صلاة العشاء

مع عدم الكلام أ ثناءها .

10- طاعة مقدم الطريقة في المعروف .

11- تحري الحلال في المطعم و الملبس و المركب و المسكن و غيرها.

ثانيا: شروط الكمال على من يستطيعها:

1- الصلاة في المسجد مع الجماعة .

2- ختم القرآن الكريم كل شهر قمري.

3- المحافظة على الرواتب و النوافل و السنن من الصلوات.

4- التفقه في الدين عامة و أركان الإسلام خاصة.

5- قيام الليل و لو بركعتين مع الدعاء قبل أذان الصبح .

6- محاسبة النفس قبل النوم.

7- صيام الإثنين و الخميس و الأيام البيض و غيرها من الأيام الفاضلة.

8- إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم في اللباس و الطعام

و النوم و المعاشرة وغيرها ,

9- التقليل من الطعام و من النوم.

10- استقبال القبلة و الطهارة و جلسة التواضع وتغميض العينين

أثناء الذكر الخاص .

11- كثرة الذكر مع تكرار الذكر الخاص بعد الظهر و العصر و المغرب.

12- حضور مجالس الذكر مع إكرام الذاكرين في بيته.

13- زيارة الشيخ و المقدم و الصالحين عامة أحياء و أمواتا.

14- مطالعة كتب القوم و سيرهم.

تحقيق خادم الطريقة الشيخية بفرنسا حاكمي مصطفى

المراجع :

الطريقة الشيخية في ميزان السنة : للأستاذ أحمد بن عثمان

موقع الطريقة الشيخية الشاذلية ( طريقة أسلاف بيضاء نقية )

Mise en ligne le 15/11/2004. Tariqa-Cheikhiyya© 2004