بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

ترجمة مختصرة للشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن الزاوي رحمه الله كتبها تلميذه عبد الرحمن مصطفاوي ( عبد الرحمن مصطفاوي المالكي )


ترجمة مختصرة لشيخنا سيدي محمد بن عبد الرحمن الزاوي رحمه الله

ولد رحمه الله تعالى سنة 1359 هجرية الموافق 1940 ميلادية بحي قصر العرب الجديد بدائرة عين صالح ولاية تمنراست .. الجزائر

والده عبد الرحمن بن بوحفص بن الشيخ الجيلالي الزاوي من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه توفي بالإسكندرية بمصر ودفن بها سنة 1957

وأمه لالة فاطمة رقاني رحمها الله من آل البيت تكفلت بتربية الشيخ بمعية خالته لالة الزهراء رقاني رحمها الله ( وكان لي الشرف أن تربيت ببيتها أنا كذلك ولكني لم أدرك والدته لأنها توفيت قبل مجيئي للمدرسة ) رحمهما الله ورضي عنهما

لما بلغ سن التمييز أرسلته والدته إلى الشيخ قدور لمغربي بحي القصبة ليقرأ عليه القرءان فعرف بمهارته الفائقة وذكائه مما جعل الشيخ يدنيه ويقربه ويخصه باهتمام أكثر مع بعض الطلبة حيث ختم عليه القرءان في سن مبكرة، والتحق بالمدرسة النظامية حيث كان يسيطر عليها المستعمر الفرنسي ، فكان يزاوج بين الدراستين ، ثم التحق بمدرسة الشيخ امحمد بن مالك الفلاني بحي أقبور قصر المرابطين بعين صالح بعدما نصبه فيها الشيخ مولاي أحمد الطاهري الإدريسي الحسني دفين مراكش رحمه الله ، مكث الشيخ محمد الزاوي بالمدرسة مدة دراسته وقرأ على الشيخ بن مالك المتون والكتب المعتمدة في الفقه والأصول واللغة والتفسير وعلوم الآلة حتى أجازه الشيخ إجازة عامة في كل الكتب والمتون .

ثم اجتاز الشيخ امتحان الإمامة فكان الأول على دفعته من بين 360 متسابق لمنصب إمام ممتاز

* وقد اعترف له الكثير من العلماء بالذكاء والفطنة والعلم والحكمة كالشيخ سيدي محمد بلكبير رضي الله عنه والشيخ محمد باي بلعالم رحمه الله والشيخ الحسن الأنصاري والشيخ مولاي التهامي الغيتاوي رحمه الله وأكثر علماء الجنوب ، وحتى من علماء الشمال خاصة علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومنهم الشيخ عبد الرحمن شيبان رحمه الله والدكتور عبد الرزاق قسوم والأستاذ الهادي حسني والشيخ خالد قويدري والدكتور محمد إيدير مشنان ومنهم من يعتبر مفسه تلميذا أمامه .

وفي سنة 1956 طلبت منه والدته أن يفتتح مدرسة قرءانية ، ومع غطرسة المستعمر الفرنسي شاور شيخه بن مالك فأمره بالتوكل على الله وافتتاحها وقال له (( أطع والدتك وأنا أضمن لك العلم )) ، فكان الافتتاح في بيته الخاص أول الأمر حيث حضر أكثر من ستين طالبا في اليوم الأول وماهي إلا أيام حتى كان عدد الوافدين 450 مابين طالب وطالبة علم .

فكان يفتتح المدرسة صباحا للإملاء وكتابة الألواح ثم التصحيح ثم الحفظ ثم العرض إلى الضحى ، ثم يفتتح دروس المتون للأولاد إلى الزوال ، ثم بعد العصر تعرض الألواح والمتون المحفوظة إلى قبيل المغرب ، ثم بعد المغرب يقرأ الطلبة الحزب الراتب ثم الدروس في الفقه واللغة والتجويد والاصول والعقيدة والسيرة وغيرها إلى صلاة العشاء وكهذا على مدار العام فلم يكن يأخذ عطلة رحمه الله ، أما عطلة الطلبة فهي شهر في العام في آخر الصيف .

ثم تم بناء المسجد والمدرسة فأصبح عدد الطلبة 1500 طالب وطالبة فاضطر الشيخ لتخصيص مدرسة للنساء فكانت أول مدرسة تخرجت منها 400 حافظة لكتاب الله أواخر الثمانينيات ( حيث كنت مشرفا حينها على سجل المدرسة)
أما عدد الخريجين من الذكور فقد أخبرني بنفسه بحضور مجموعة من الناس منهم الحاج صالح عبد الرحين والحاج محمد بن ناجم والحاج محمد بركة ، أخبرني أن عدد الخريجين من الذكور فاق 3000 طالب من سنة 1956 إلى سنة 2003 ، منهم الإمام والمدير والاستاذ والإطار في الدولة وغيرهم .
وفي سنة 1966 م انتخبه أهل الحي لإمامة مسجدهم خاصة بعد إلحاح الحاج محمد التيطي رحمه الله فوافق الشيخ أن يكون إماما متطوعا ، وفي سنة 1974 تم تعيينه إماما رسميا في المسجد


نشاطه في الثورة :

كان للشيخ نشاط معروف في الثورة التحريرية حيث كان مكلفا بجمع التبرعات للمجاهدين وتجنيد الأطفال وتحفيظهم النشيد الوطني ومبادئ الثورة إلى الإستقلال ، فتم تقليده منصب مسؤول قسمة ثم مسؤول أول ، ثم أسندت إليه لجنة التوجيه ثم عضوا باتحادية حزب جبهة التحرير الوطني إلى أن تم تنصيبه على رأس لجنة الإعلام .

وفي سنة 1976 تم تكليفه برئاسة معتمدية الشؤون الدينية والأوقاف بدائرة عين صالح ، ثم عين مفتشا للشؤون الدينية بتمنراست ، ثم عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى ثم مفتشا رئيسيا لولايات الجنوب الشرقي ( تمنراست ، إيليزي ، غرداية ، ورقلة ) إلى سنة 1991 ، ثم عين ناظرا للشؤون الدينية بتمنراست إلى سنة 1994 .

وفي سنة 1991 أسس المعهد الإسلامي لتكوين الأيمة بعين صالح وكان الطلبة يتوافدون عليه من كل الولايات خاصة من ولاية أدرار مهد الزوايا والمدارس فكان يستقبلهم في بيته ويطعمهم من راتبه .

ثم تم تعيينه مديرا للشؤون الدينية والأوقاف لولاية تمنراست ثم مديرا للمعهد الذي أسسه حتى أحيل على التقاعد .

وفي كل هاته السنوات ومع كل هذه المهام لم تتوقف المدرسة القرءانية عن العطاء والتدريس فكان يزاوج بين الإدارة في النهار والندريس في المساء والليل حتى اسس الملتقى السنوى بفقارة الزوى والذي لايزال إلى اليوم يحضره العلماء والمشايخ من كل الولايات وحتى الدول الإسلامية .

وكذلك من أعماله الخيرية تأسيسه لملتقى سنوي يطعم فيه الطعام. ترحما على جده سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد وإحياء لمدرسته الشيخية وذلك سنة 1989م.


يلتقى فيه العلماء والشيوخ والأستاذة والمحبين والفقراء والمحتاجين....

تلامذته :

أما من النساء فمنهن الأمهات والجدات
وأما من الرجال فأذكر منهم في هذه العجالة الذين افتتح بهم المدرسة وهم :

1 - أخوه من أمه أحمد بن عبد الحاكم رحمه الله
2 - الحاج محمد سيد علي تويتي رحمه الله
2 - الحاج عبد الرحمن تويتي رحمه الله
4 - مولقارة حمو
5 - صالح بركة

ونجله وخليفته الحاج عبد الرحمان....

توفي العلامة الاستاذ سيدي محمد بن عبد الرحمان الزاوي سنة 5/07/2008

تحقيق خادم الطريقة الشيخية بفرنسا حاكمي مصطفى

موقع الطريقة الشيخية الشاذلية ( طريقة أسلاف بيضاء نقية )

Mise en ligne le 15/11/2004. Tariqa-Cheikhiyya© 2004