من اقطاب الطريقة الشيخية الشاذلية.
شخصية الولي الصالح المجاهد سيدي احمد بن بحوص آل سيدي الشيخ .
هو الفقيه العلامة سيدي أحمد بن بحوص بن آل سيدي الشيخ من مواليد مدينة سيدي الحاج الدين بريزينة ولاية البيض سنة 1903م. من أسرة جد عريقة محافظة, نشأ وترعرع فيها وتلقى تعليمه القرآني على يد المرحوم سيدي مولاي عبد الله بمدينة بريزينة رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه وواصل تحصيله العلمي ودرس فقه أصول الدين بعد حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ العلامة سيدي الحاج محمد التجروني رحمه الله .
أما عن الجانب الصوفي فتعلم مبادئه متتلمذا على يد سيدي محمد مول السخونة وعلى يد سيدي عبد الحاكم بن الطيب بن بوعمامة. بزاوية الشيخ بوعمامة بعمالة وجدة بالمملكة المغربية.
وواصل مشواره متصلا بشيخه الروحي سيدي الحاج محمد بن الحاج بحوص الذي يعد من كبار اقطاب الطريقة الشيخية ومؤسس زواية عين السخونة، حيث عين مقدما للطريقة الشيخية بأمر من سيدي الشيخ عبد الحاكم بن الطيب بن بوعمامة، كما أشرف على تأسيس زاويته ببريزينة سنة 1945م. بمنقطة البيض ( الجزائر ) بحضور اتباع الطريقة الشيخية و القادرية التيجانية وكانت له عدة إتصالات بعلماء ومشايخ الوطن وخارجه إلى أن أصبح قطب من أقطاب الطريقة الشيخية.
لقد تتلمذ على يد الشيخ العلامة سيدي الحاج أحمد بن بحوص عدة شخصيات في مناطق عدة أغلبهم من الجنوب الغربي داخل الجزائر والذي نصب جلهم مقدمي الطريقة الشيخية والذين هم من خريجي الجامعات الجزائرية و المعاهد الإسلامية خاصة معهد العلامة الجليل الشيخ سيدي محمد بن الكبير رحمه الله وطيب ثراه ونفعنا بعلمه .
لقد كان الشيخ دائم الإيصال والإحتكاك بالشيخ سيدي محمد بن الكبير و الشيخ سيد الحاج عبد الرحمان الحساني وغيرهم وكان ملازما له في جلساته وحلقاته ولبعض مشايخ منطقة توات والمغرب الشقيق . للشيخ سيدي الحاج أحمد بن بحوض عدة مؤلفات وقصائد في التوحيد التي هي مشتتة في طريق الجمع للبحث والدراسة قصد التحضير للتدوين والطباعة إن شاء الله.
لم يقتصر دور الشيخ على التصوف والذكر وفعل الخير فكان مجاهدا مناضلا في سبيل استقلال الجزائر من الإستعمار الفرنسي البغيض المحتل ’فكان إضافة إلى نشاطه الدؤوب ونضاله المستمر يقوم بجمع الأسلحة برفقة شيخه سيدي الحاج محمد وذات مرة جمعوا أكثر من سبعة وعشرون 27 بندقية من نوع الرباعية والخماسية صنع إيطالي والتي قام بتخبئتها و لم تعرف لها سلطات الإحتلال طريق بالرغم من أنها كانت على مقربة من مقر الزاوية، لكنه لم ينجوا من تعذيب الإستعمار الفرنسي وتمت محاكمته في أواخر سنة 1946م.
بمدينة معسكر, وفي سنة 1955م. أنتقل الشيخ إلى دولة مصر العربية برفقة جماعته إلى القيادة الجزائرية ومكثوا بها أكثر من ستة أشهر وبعدها أدى فريضة الحج وعاد إلى زاويته بالحضنة ولاية البيض ( الجزائر ).وفي شهر نوفمبر 1957م. أصر على الرحيل بزاويته وحاشيته عبر المناطق الصحراوية إلى أن إستقر به المطاف وحط بمدينة متليلي الشعانبة في شهر جويلية من عام 1958م.
وكان ذلك بأمر من الولاية الخامسة وتم الإتصال بالولاية السادسة بعد تأسيسها مباشرة أين واصل نشاطه وعمله الثوري مكرسا كل جهده في خدمة الثورة والمجاهدين بحيث كانت الزاوية مركز علم وإشعاع نور ونبراسا للعلم والمعرفة ومدرسة لحفظ وتعليم القرآن ومركزا للمجاهدين والفدائيين والوطنيين الخ.....والتي شهد لها من طرف الجميع سلطات مسئولين وشعب بدون تقصير إلى غاية فجر إلإستقلال . ثم بعد سنة 1963م. ترك الشيخ المجال السياسي وتفرغ للعبادة و للزاوية.
كان الشيخ من محبي الخير والسباقين إليه كانت زاويته ممتلئة على الدوام للصغير قبل الكبير وللفقير قبل الغني ولعامة الشعب ، لا يظل ولا يخيب من قصده، فعطاؤه سبق الكثير ...
و إن ( بئر ) سيدي الشيخ تشهد بنفسها على ما قام به في خدمة الجميع ولا سيما سقيه لواردها خاصة في شهر رمضان المعظم فمن شرب منه شربة فلا يهدأ له بال إلا إذا عاد الكرة مجددا وأرتوى منها مطفئا ظمأ عطشه وعند كل خميس يقصدها العرسان عريس وعروس زائرين شاربين منها شربة ماء هنيئة تدخل على قلبوهم الفرحة والسعادة لكي تحل البركة عليهم لعلى الله يبارك زواجهم ويدوم بدوام الصحة مكللا بالنجاح والذرية الصالحة .
ضل الشيخ على عهده ونشاطه وحيويته إلى غاية أن وافته المنية وألتحق بالرفيق الأعلى يوم 28 نوفمبر سنة 1997م. أين شيعت جنازته في جو مهيب وحشد غفير حلت ضيوفه من كافة مناطق الوطن وربوعه ودفن بمقبرة سيدي الشيخ بمتليلي الشعانبة. الجزائر.
اسند مشيخة زاوية سيدي الشيخ بمتليلي والمعروفة بزاوية شعبة سيدي الشيخ متليلي لنجله الرجل الطيب. آل سيدي الشيخ عبد القادر حفظه الله .
ترك رحمه الله مجموعة مباركة ونقلة طيبة. من الاولاد والبنات .
ترجمة سيدي أحمد بن بحوص بن آل سيدي الشيخ
بحث وتحقيق مقدم الطريقة الشيخية حاكمي مصطفى
عن الزاوية الشيخية