اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين آمين.
نبذه مختصرة عن حياة شيخنا القطب العارف بالله المجاهد سيدي الشيخ سيدي محمد عبد الرحمن بن بنزيان:
اسمه محمد عبد الرحمن بن سيدي بنزيان وهنا يقع الخلط فيعتقد ان اسمه محمد بن عبد الرحمن والصحيح اسمه هو: ( محمد عبد الرحمن) والده هو سيدي بنزيان سماه محمد عبد الرحمن تبركا و تيمنا بشيخ جده الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن السهلي. و لتفادي هذا الخلط سنحدف بن و نكتب
محمد عبد الرحمن.
فهو اذن سيدي محمد عبد الرحمن ابن سيدي بنزيان(دفين جامع سيدي بوعمامة الملاصق لضريح سيدي سليمان بن أبي سماحة) بن عبد الله بن الحاج العربي بن بوسماحة بن سيدي عبدالقادر (الملقب بقدور) بن الولي الصالح سيدي بنعيسى لعرج بن القطب الرباني سيدي الشيخ عبد القادر ابن محمد ابن سيدي سليمان ابن أبي سماحة البكري القرشي.
والدته هي السيدة الشريفة السيدة أمنة(يمينة) بنت سيدي محمد من نسل الولي الصالح الشريف الحسني سيدي علي بوشنافة نفعنا الله ببركاته.
يمكن ان نقدر تاريخ ولادته ما بين 1790م الى.. 1810م بالتقدير .
في ذكر صفته، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير وذلك من صفة اسلافه ، نحيف الجسم لم يكتنفه اللحم كأن ذلك من صفة جده الخليفة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، لونه مشرب بحمرة أي يخالط بياضه حمرة وذلك أحسن الألوان
لباسه العبائة والعمامة والبرنوس وهي الهيئة الموافقة لهيئة السنة ولباس العرب
ولد ونشأ وتربى بقصر ببني ونيف. الجزائر. موطن آبائه واسلافه درس اولا عند والده الإمام الفقيه المدرس سيدي بنزيان ثم بعد ذلك ذهب إلى بلاد تافيلالت و بالضبط إلى زاوية الشيخ الولي الصالح سيدي الغازي بلعربي مكث هناك مدة من الزمن حيث اتم حفظ القرآن والعلوم الشرعية بشتى فنونها من فقه و تفسير وحديث....
يروي سيدي محمد عبد الرحمن عن دراسته في تافيلالت
انه كان قائما على خدمة شيخه الولي الصالح سيدي بلعربي الغازي فيذهب يسقي له الماء ويجمع له الحطب وكل مايلزمه وعندما يأتي إلى المحضرة ( الزاوية) يجد التلاميذ قد اتمو دراستهم وذهبوا وهو يكتب اللوح متأخرا عنهم.
ذات مرة وجده شيخه يبكي فقال له: مابك؟، قال له: لاشيء يا سيدي. فقال له: بلى، انت تبكي لأن التلاميذ قد حفظوا ومحو ألواحهم وانت متأخر عنهم بسبب خدمتك لي...
فدعا له شيخه وقال له: ( روح يا محمد عبد الرحمن الناس تقرا وانت تحفظ) وكان كذلك، يروي انه فتح الله عليه وأتم حفظ القرءان في ظرف وجيز وكان ذلك ببركة خدمة شيخه ودعائه له.
ويروي انه مرة إلتقى بمجذوب وقال له ارجع إلى بلادك ففهم انه (التسريح) اي الإذن..
ولما رجع إلى بني ونيف. قال له والده: لماذا رجعت لقد بقيت مدة لا تكفي للتحصيل، فقال لوالده: يا سيدي لقد أتممت حفظ القرآن الكريم كاملا، فاجابه: انت لم تحفظ ولم تتمم، قال: بلى يا سيدي، فقال له والده سيدي بنزيان: اذا ستعرض عليا السلكة كاملة لنرى صحة كلامك، فقال رحمه الله كنت كل يوم استظهر عليه عشرة أحزاب، حتى أتممت العرض عليه فقال لي:" الآن أصدقك".
اشتعل بالإمامة بالصلاة والجمعة، ( امتحنه اشياخه في مهام صعبة لكنه صبر واحتسب حتى نال رضاهم)... وكان يدرس القرآن للصبيان بمسجد القصر، وكان رقيق القلب لايضرب الصبيان خوفا من الله تعالى وكان يشكو من هذه الحالة لجده سيدي سليمان .
قال رحمه الله (وقلت له: "اي لسيدي سليمان": يا أبي أنا مقرئ الصبيان ولا أقدر على ضربهم خوفا من الله تعالى.
فقال لي: لا يا ولدي المتعلم ماينفعه إلا الخوف واما التحصيل فكل على حسب نيته ونية والده)
وهنا سيقع التحول الكبير في حياة الشيخ سيدي محمد عبد الرحمن، حيث كذلك اشتعل بخدمة ضريح جده الولي الصالح الشيخ سيدي سليمان ابن أبي سماحة، فكان ينظفه ويوقد الإنارة فيه، ويكرم ضيوفه الزائرين بنية واخلاص كبيرين، فوقع له ماوقع من فتح وأسرار ربانية كبيرة حصلت له ببركة سيدي سليمان؛ حيث روي رحمه الله بقوله.. (كل ماحصل وما فتح الله علي به كان بفضل سيدي سليمان فكنت اكنسه واوقده وأكرم ضيوفه ففتح الله علي) بمعنى كلامه.
ومما أخبر به رحمه الله أنه كان يتحدث مع جده الشيخ سيدي سليمان مباشرة ويقظة لامناما، فكان يلتقي ويتحدث معه ويتشاور معه في كل صغيرة وكبيرة. وقال رحمه الله كان يربيني ويقول لي افعل كذا ولا تفعل كذا..
ملاحظة: ( اعتمدنا في هذه الترجمة على كتاب الشيخ سيدي محمد عبد الرحمن، ترجمة عن نفسه وبخط يده في كتاب سماه ( الياقوت) تبركا بالياقوتة وهو يروى فيه كل ما وقع له وماحدث له بالتفصيل...
وهذا المخطوط موجود عند أحد احفاده، وتحصل الأستاذ العلامة سيدي عبد الله طواهرية على نسخة منه فألف مشكورا من خلاله كتاب. "فيوض العرفان في مناقب الشيخ سيدي محمد عبد الرحمن."
وأولهم في ذلك جده الشيخ سيدي سليمان وهو سبب وصوله إلى المراتب العليا بتوفيق من الله عز وجل .
قال سيدي محمد عبد الرحمن ( وسببنا في رضاء الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأوليائه، هو سيدي سليمان بن أبي سماحة حين لما زرناه ووقفنا في بابه على الأمر والنهي والصواب، فتكرم علينا رضي الله عنه من عطاء الله وفضائل الله، لانهم أهل الله كرام من تقرب إليهم بنية ومحبة صادقة ألا ينظروا فيه النظرة التي تبلغه مع الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم) انتهى.
وقوله كذلك، قال لي الشيخ سيدي سليمان: (يا محمد عبد الرحمن جعلت لك الخير جار وجمعته لك في الدار) .
وقال لي؛ (من أعطاك أعطيته، ومن احبك احبيته، ومن أبغضك أبغضته.) وقال لي: ( جعلتك كيف فجيج كل الناس يعانيك) وقال لي: ( جعلتك واد جميع الشعاب تفرغ فيك) وقال لي: ( يا محمد جميع مافي جعلته فيك، و ماعندي فوضته إليك، افعل ما شئت في متاعي، فوضت لك فيه وفقك الله لما يحبه و يرضاه) .
وقال لي: ( يا محمد لا يخيب لك صبيان،
ولا يشفي فيك عديان) وقال لي: ( يا محمد تخرج من أولادك، الدواوير و النواوير) و كان له من الولد عشرة أولاد وبنتان فيهم الفقيه و الحافظ لكتاب الله والخاتم له. ( ببركة دعاء الشيخ سيدي سليمان بن ابي سماحة )
وقال لي: ( أرضيت عليك ما ارضى الله على عباده إلى قوله وانت حبيناك وارضيناك) وكان كل كلامه مع سيدي الشيخ سليمان مشافهة ويقظة لا رؤيا منامية،
ويشهد لهذا قوله رحمه الله ( والله على ما نقول وكيل إلا يقظة لاتكون رؤية من فضل الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ورضاء الشيخ سيدي سليمان بن ابي سماحة.)
فكان سبب فتحه هو إخلاصه في جده الشيخ سيدي سليمان فوعده بأن يلاقيه مع كبار الصالحين و الدعاء له.
بعد ذلك تكفل به جده القطب الرباني الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد (سيدي الشيخ)، فتولى تربيته حيث قال رحمه الله والله كان يربيني مثلما يربي الطفل الصغير، فيقول لي افعل كذا ولا تفعل كذا؟ ويقسوا علي احيانا ويؤنبني.
فلقنه الأوراد مباشرة وعلمه الحضرة واوراد الطريقة الشيخية وكان له كذلك أرواد وحضرة خاصة فقط به ليست للتلقين العام.
كما كان له ورد من جده الشيخ سيدي سليمان مباشرة ولم يأذن له بتلقينه الا لشخصين فقط..
كان كذلك مقدما في الطريقة القادرية بعدما إلتقى بسلطان الصالحين الشيخ سيدي عبد القادر الجيلاني ( اجازه واذن له في تلقين طريقته)، وكان مقدما كذلك في طريقة سيدي الغازي بلعربي وفي الطريقة الطيبية وغيرهم وكل هذه الأوراد كان يذكرها رحمه الله ولا يتهاون في ذكرها،
هنا نتكلم بإختصار لأنه كان يذكر تلك اللقاءات والحوارات التي دارت بينه وبين الصالحين وأسلافه بالتفصيل....
مما يروي أيضا انه قال رحمه الله (وبقيت أياما حتى أتانا سيدي عبد القادر بن محمد و ابنه سيدي بنعيسى لعرج وسيدي الحاج العربي واتوا معهم بقنديل وساقية وبقوا يتشاورون فيما بينهم لمن يعطوها من أولادهم وقال لهم الشيخ عبد القادر بن محمد إذا كان تتبعوني نمكنها لمحمد عبد الرحمن على قدر محبته ونيته فينا، وقال سيدي بنعيسى لعرج لانعطيه ذلك لأنه لا يتصدق علي ولا يزورني وانا حقا لم نتفقده بشيء كأسلافه لقلة عقلي, وبقوا يراودونه حتى عطف حياء منهم وتبعهم في قولهم والحمد لله)..
(زيارته للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وقصده له عن طريق الكرامة):
وبعد ذلك كانت الجائزة الكبرى والبشارة العظمى، فقرر أسلافه الكرام بأن يذهب إلى سيد الوجود الرحمة المهداة سيدنا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وازكى التسليم
والذي أخبره بذلك والذي سيتولى مهمة أخذه إلى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم . هو جده سيدي بنعيسى لعرج رحمه الله.
قال رحمه الله (وأتاني سيدي بنعيسى لعرج وقال لي يا محمد جئتك لكي تحج أنت واولادك وزوجتك، فقلت له نعم يا سيدي، وأتاني ببغلة معه وقال لي إركب فوقها أنت وولدك محمد سليمان، وهو ركب معه فاطمة والمرابطة خديجة ركبت ولدها محمد بنعيسى على ظهرها وسار بنا من بلد إلى بلد لا نعرفها حتى بلغنا المقام المبارك، عين الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،
وأقبل علينا بوجهه صلى الله عليه وآله وسلم.. وقال لنا مرحبا بكم، وأنزلنا خيار المنازل عنده وجلس معنا وقال لي صلى الله عليه وآله وسلم .."أنت محمد عبد الرحمن؟ قلت له نعم يا سيدي، وقال لي أبشر بالخير وأجلسني على جنبه الأيمن وأولادي وزوجتي على طرف و أمر خادمه صلى الله عليه وآله وسلم، ياتينا بالفطور وأتانا بالخبز والعسل واكلنا معه سوى زوجتي أعطاها لوحدها،
وأكلنا حتى شبعنا وامر العبد يأتينا بالشاي وأتى به وبقي صلى الله عليه وآله وسلم، يعطينا بيده الشريفة المباركة كل واحد بكأس، وشربنا حتى روينا وقبضني بيده وادخلني تحت جناحه وقال لي صلى الله عليه وآله وسلم، "ضمنت لك الشفاعة في الدنيا والٱخرة"، وقال لنا تقدموا إن شاء الله إلى بلادكم وأتاني بفرس لم أرى مثله في دار الدنيا أبدا، وقال لي إركب عليه وزوجتك تركب على البغلة،
وقال لسيدي بنعيسى لعرج أنت لم تستحق لي شيأ يكفيك الذي عندك ، وقال له يا سيدي أنا بلغت لك هذا المرابط لأنه كان متحيرا في القدوم إليك، وودعنا بخير ودعى معانا وقال لنا صلى الله عليه وآله وسلم "هذه المرة قدمتم لي والمرة القادمة نقدم لكم إن شاء الله"، وأتى بنا أبونا وقطع بنا بحورا ووديانا حتى بلغنا إلى دارنا رضي الله عنهم.
أعظم تشريف تشرف به الشيخ سيدي محمد عبد الرحمان رحمه الله ...أنه تشرف برؤية طلعة عين الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مرات عديدة وفي ذلك يقول ( وقال لي صلى الله عليه وآله وسلم "ضمنت لك الشفاعة في الدنيا ولٱخرة وأعطاني خيطا من حرير على رأسي وقال لي صلى الله عليه وآله وسلم جعلته لك يا محمد بالعز في الدنيا والآخرة إلى قوله و ودعنا بخير و دعى معنا)
وقال رضي الله عنه؛ ( وقال لنا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "يا محمد عبد الرحمن أسلافك ضمنوا لك الخير وأنا كملته لك، وقال لي صلى الله عليه وآله وسلم: "يا محمد عبد الرحمن فأنا ضامن على الله لا إله إلا هو في حياتي، وانا ضمنتك في الدنيا و الآخرة و أبو بكر الصديق أرضاك وابغاك وسليمان بن ابي سماحة أعطاك، و عبد القادر بن محمد أرواك)
وقال رضي الله عنه: ( وقال لي:" يا محمد أعطيناك بالقفا وضمنا لكم الوفاء في ماضمرت ظاهرا و أخفى)
و قال رضي الله عنه: ( وقال لي:" يا محمد عبد الرحمن فإني رضيت عليك، وعلى من يبغيك، جميع من أحبك واتبع طريق أسلافك، فإني حررته ما عليه حساب و لا عقاب.....').
وقال رحمه الله: ( وقال لنا صلى الله عليه وآله وسلم:" يعطيكم ويغنيكم، ويبين فضل الله عليكم، و يعطف ربي والناس الزينين عليكم، ومحمد إن شاء الله يشفع فيكم )،
وقال لي صلى الله عليه وآله وسلم: ( يا محمد عبد الرحمن يرزقك باش واعلاش و يهون لك باب المعاش، و يعطف عليك محمد سيد الناس،)
وقال لي صلى الله عليه وآله وسلم: (لايخرجك أوطان، ولا يجيح لك صبيان، ولا يشف فيك عديان،).
وقلت له يا سيدنا محمد صلى الله عليك و على ٱلك، تضمن لي معرفة الله، فقال لي: ( ضمنتها لك ولو كان تمشي على العكاز.)
وقلت له ادع لي لا يفارقني مع باب سيدي سليمان ، وقال لي ( لا يخطيك بابه ويطلب لك ربي والنبي بمعرفة ربي.)
والله على ما نقول و كيل إلا هكذا سمعت من سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. والله على ما نقول وكيل.
و قوله له صلى الله عليه وآله وسلم «و لوكان تمشي على العكاز» فقد بارك الله تعالى في عمره فعاش حوالي 114سنة ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم..
وفي اشارة منه الى اجتماعه بكل أسلافه وشيوخه قوله: ( ومن رضاء الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ورضاء سيدي سليمان عطف علي الشيخ سيدي عبدالقادر بن محمد وابنه سيدي بنعيسى لعرج وأولادهم بعين الجمع وسيدي الغازي بن العربي وسيدي عيسى بن طالب وسيدي ونيف والشيخ الكامل مع الله سيدي سعد بن ابي وقاص وسيدي الحاج العربي وسيدي ابراهيم بن الشيخ وسيدي بن عبد الرحمن الغربي وسيدي عبدالقادر الجيلاني وسيدي الشيخ بن الحرمة نفعنا الله بهم أمين) انتهى قوله رحمه الله.
ذكر تربية شيخه سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد، له
بقوله رحمه الله: ( وأنا والله ثم والله إلا كان الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد يربيني كما يربي العالم الصبي الحروف لم يغفل عني ساعة، ويحذرني من كل شئ فيقول لي إفعل كذا واترك كذا رضي الله عنه، وحين اغفل عن شئ يغضب علي حتى (انشايخوه) ( اي يطلب منه السماح والمصالحة) كذا وكذا،
وكان يقول لي «والله إن لم تتبع طريقنا لنتركنك كما تركنا أصحابك الأولين، فنحن لا نحب إلا من كان على الطريقة المحمدية، يكون لنا ونحن له ومن بدل وغير تركناه عنا وأنت إحذر الا تكون مثلهم » وبقي معي من شئ إلى شئ حتى بلغني تلك المرتبة)
وقال له (سيدي الشيخ) أيضا: ( فكذلك أنت معي لم نرجع عليك حتى نبلغك إن شاء الله سوى إن خطيت طريقنا نتركك عنا) وقوله له أيضا: (أعطيته العسل يورد به الناس وكيف نغفل عنه والله لئن لم يتبع الطريقه المحمدية ما أنا فيه ولا نسأل عليه )
ومن قول الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد له أيضا: (وقال لي قم فأنا رضيت عليك وأريتك الفرض مع السنة إفعل أو أترك)
وقال رحمه الله (والله ثم والله كان لا يغفل علينا ) ومثال هذا وقع في كلامه كثيرا رحمه الله.
وفي شأن أخذه لسر الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد
قال رحمه الله (وقدمني على سره أعطيه للناس ولا أعطي أحدا إلا إذا ٱذنته فيه والله على ما نقول وكيل)
وقال رحمه الله وقال لي سيدي الشيخ (أذكر كذا و كذا في كل وقت ولا تتكلم حتى تتم الذكر أنت وزوجتك ولا تغفلوا عنه في وقته وفرحنا و حمدنا الله،)
وقال لي هذا الذكر لا تعطيه لأحد واعط الناس من الذكر الأول الخاص بالمقدم وهذا الذي أعطيتك لا يذكره إلا أهله).
وفي إشارته لأخذه سر سيدي سليمان بن ابي سماحة"
قال رحمه الله: (و أعطاني سيدي سليمان بن ابي سماحة دورا واحدا وقال لي أذكر هذا مع سر أبيك للبركة وهذا إلا من عزتك علينا و محبتك فيا)
وقال له سيدي سليمان أيضا (نعطيك سري الذي تطيقه فقلت ياسيدي ويا أبي ويا سبب خيري أقدر على ما اعطيتني برضاء الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ورضاك علي، فقال لي أذكر : كذا وكذا قبل طلوع الفجر في كل يوم وأنت على طهارة وأذكر بحضور القلب يعينك الله ).
وكان رحمه الله ربما يسأل سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد عن كيفية الأشتغال بورده وهيئته فيه وما يقوله الناس في ذلك ويسلكونه فيه من عوائد، قال رحمه الله (يا أبي سمعت من بعض فقرائك أن سرك يتعشر ( أي عشرة بدل المائة) حين يكون الانسان خاطر <مسافر> أو مشغولا، فقال لي:^ اتخذوها من رأيهم القديم هذا محال عليهم،
لأن سري خفيف نظيف لايتعشر في الخطرة ولا في غيرها، أن كان صاحبه مشغولا الشغل الكبير يجمع ذلك حتى ينتهي شغله في الليل، ويذكر واحدا بعد واحد حتى يتم ويفتح، وقال لي يا إبني سري لا يتعشر ولا يتكلم ولا يشرب ولا يقوم حين يبدؤه حتى يتمه إلا إن كان خاطرا يبدؤه ويذكر وهو يمشي، وإن كان مشغولا الشغل الضروري يتركه حتى يفرغ من شغله ويجلس في بقعة طاهرة ويذكر ويفتح فيها ومن لا يفعل هكذا، فهو لايتبع الطريقة المحمدية،
فليس منا ولا نحن منه، إلا من تاب وآمن وعمل صالحا."
وقال رحمه الله؛ "وقلت له يا سيدي فأنا حين نذكر سرك لانتكلم حتى نتمه وقال لي حقا لم يخف علينا شيء، القمح بلا سمن لايجوز، فكذلك الذكر يكون على الطهارة والصمت وحضور القلب".
وكان سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد يعلمه ٱداب المريد وما يلزمه في نفسه وفي معاملة مولاه وإخوانه.
قال له رحمهم الله :"هذا شرط المشائخ للذي يعطى سرهم للناس نساء ورجالا، الرجل لايحلف بالتحريم ولا يلزم بالأمل ولاينظر في المحارم إلا في أهل المحبة إذا كان يقدر على نفسه، ويكون محبا مطيعا لشيخه مسلما للفقراء خائفا من الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يضمر حقدا في قلبه لأحد من الناس إلا " لاعداء الإسلام والمسلمين".
ونقل رحمه الله عن سيدي الشيخ قوله: "والله من لايتبع طريقنا إلا جيحناه وعريناه ومن باب الخير احرمناه، ومن
يتبع طريقنا أعطيناه واغنيناه وفي باب الخير دخلناه، أنت وغيرك وجميع من ينسب علينا^
وقوله له: "من لا يتبع طريقنا ويقول الذي ما قلنا و تارك سنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ليس منا ولا نحن منه.
الطريق ثم الطريق من لا يتبع الطريق ما ينجى يوم الضيق، و لا ينسب على أبي بكر الصديق" .
وكذلك سيدي سليمان كان يربيه ويعلمه ويرشده إلى مغالبة النفس ودرء أخطارها ومحاسبتها قال رحمه الله:" قال لي سيدي سليمان بن ابي سماحة يا ولدي النفس فرس من أطلقها شردت بيه، وقال لي كل شيء لايثبت إلا على أساس وكذلك ابن آدم لا يثبت إلا إذا غلب نفسه،
وقال لي نم الليل كله و صلي الفجر في وقته".
بمثل هذا التعاهد والإرشاد والتأديب منهم رضوان الله عليهم له وبقدر محبته ونيته فيهم وسابق التوفيق وصل لأسمى المراتب وبلغ أعظم المقامات ونال أسنى الأحوال، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم رحمه الله رحمة و اسعة.
ذات ليلة اتاه سيدي الشيخ عبد القادر بن محمد في جوف الليل يعلمه كيفية الدعاء، قال رحمه الله: "و من كرامات سيدي الشيخ رضي الله عنه انتبهت ليلة من الليالي من النوم في أواخر الليل و سبغت الوضوء و صليت شيئا وجلست و بقيت أقول كلام سيدي أحمد بن موسى نفعنا الله به
الموت تاتي و القبر يرجاني== والملايكة اغلاض لسؤال
إلى ٱخرها، و أتاني سيدي الشيخ و قال لي قل:
الرزق عليك يا مولانا== و أنت فاتح البيبان
الطالب يطلب مولانا== هو يعطي خير أبلا منان
الضامنو سيدو أمناه يخاف == حرر عظمو غدا من النار
سلكه يوم الحر والصراط == ما يخافشي ما ينضام
ظاهر شيخو يا رجالا == بوعمامة أبلا تدساس...
أسمعناها منه قالها والله شاهد يا الأخوان
وكان رحمه الله محافظا على الحضرة حاثا على تعاهدها يقيمها في الدار ويجمع لها الفقراء ويحضرها من حسنت نيته لايمنع منها أحدا.
و كان الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد يحثه على عدم التغافل عنها ويتقدم له بقراءتها ولو مع زوجته أو على انفراد وفي ذلك يقول (والله ثم والله إلا حين ندخلها وتكون صافية «أي الحضرة»إلا يكون في و سطها او يجلس بين أكتافي رضي الله عنهم)
وقال رحمه الله (واكد علينا نتهلاو فيها لا تخطيكم أبدا معها الخير والربح )
وممن التقى بهم من ٱل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن طريق الكرامة: " سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء و أختها سيدتنا ومولاتنا رقية رضي الله عنهما .
قال رحمه الله " وجلسنا في دارنا ساعة من الليل حتى أتونا بجمعهم و معهم فاطمة الزهراء وأختها رقية رضي الله عنهما و فرحنا بهم فرحة كبيرة وحمدنا الله وجلسوا عندنا في الدار. وقال رضي الله عنه ...
وقلت لزوجتي أقدمي لهم وقولي لبنات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قال لكم كل من جاني سمعت منه دعاء الخير وكيف انتما لم نسمع منكما شيئأ؟
قالت سيدتنا فاطمة رضي الله عنها، لزوجته: قولي له "يعطيك ويغنيك، ويعطف أبي محمد عليك، ويبين فضل الله عليك، ويجعله من بحره يرويك،"
وقالت لها أختها سيدتنا رقية رضي الله عنها قولي له " يجعلك سبع إذا هديت تخلع، و في الناس تشفع)
وممن آلتقى بهن ونال بركات دعائهن من زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها..
وقال رحمه الله: "وأتانا الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد وفرحنا به وقال لي: يا محمد عبد الرحمن إن السيدة عائشة رضي الله عنها بلغت سلامك إلى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وقال لك صلى الله عليه وآله وسلم أبغيناك وارضيناك، وبجناحنا في تلك الدار غطيناك "
وقال رحمه الله (وقلت لها أنا مرحبا بإبنة الصديق وزوجة الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقالت لي: "مرحبا بمزار لحبيب الذي هو في البلاد الغريب"
فقالت لي: " الله يعطيك ويغنيك ويبين فضل الله عليك ويعطف محمد سيد الناس عليك."
والله على ما نقول وكيل، إلى قوله وقلنا لها يا سيدة عائشة اقبلي مني الهدية، وخلصينا وبقت تدعي بدعاء الخير وقالت لي في دعائها الله يجعلك مثل المسك حين تلتم اتفوح".
قال رحمه الله (ومن كرامات ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها كنت نحبها و نرغب رضاء المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. إلى ليلة من الليالي وقفت على وأتتني بلباس أخضر و لبسته لي وقالت لي: " ربي أعطاك وابغاك، واهداك ويسعد من أعطاك وابغاك، ولباس محمد هذا شحال وانا نجري عليه جاك، وأنت صغير وربي هداك يا ويح من لا ابغاك". .. وقمت فرحا مسرورا..... والكاذب عليه لعنة الله إلا بلغنا منها هذا و أكثر.
أيضا إلتقى بجده سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه
قال رحمه الله: "وبقينا أياما من الأيام حتى أتانا سيدنا أبي بكر الصديق إلى دارنا رضي الله عنه إلى قوله وقاال لنا رضي الله عنه من الخير ما لا يحصر ولايعد و أدخلني تحته و ضمن لنا الشفاعة ورضاء الله ورسوله".
كما لا ننسى بان من فضل الله على شيخنا سيدي محمد عبد الرحمن انه كان (مقدما في الرماية بعدما أخذ وردها و سرها مباشرة عن الصحابي الجليل سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وارضاه) .وكان يلقن ورد الرماية لجيش تلميذه الشيخ سيدي بوعمامة كما شارك بنفسه معه في الجهاد كما هو معلوم ومعروف ومشهور.
نعم شارك في جهاد الإستعمار الغاشم جهاد مقارعة ومطاعنة دفاعا عن الدين والعرض وابتغاء ما وعد الله المجاهدين مما وردت به في الٱثار الصحيحة.
شارك الشيخ سيدي محمد عبد الرحمن رحمه الله في معركة "فندي" الملحمة الشهيرة ضد الإستعمار الفرنسي الغازي وأذنابهم ممن باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل.
وقد جرت هذه المعركة في 27جويلية1901 وأسفرت عن خسائر كبيرة في جيش الإستعمار الفرنسي وأتباعه منها مقتل 47 جنديا و 97 جريحا منهم 27 متأثرين بجروحهم.
وكان الشيخ سيدي محمد عبد الرحمن قد شارك بنفسه في هذه المعركة رغم كبر سنه، كان عمره أنذاك يفوق 100 سنة.
وكان من الفرسان الخمسة الذين تكفلوا بتأمين سلامة الحريم والأثقال وإخراجهم إلى محل ٱمن ثم عادوا إلى موقع المعركة.......
ملاحظة: "هي ان الشيخ سيدي محمد عبد الرحمن نال ما نال من الولاية الكبرى وبما فتح الله عليه، ومع ذلك كان لا يحب المدح ولا الظهور وذلك تواضعا منه مع شيخه وجده سيدي سليمان بن ابي سماحة." فسئل ذات مرة عن عدم ظهوره وشهرته كباقي الاولياء. فاجابهم: ( وهل ضوء الشمعة يظهر مع ضوء الشمس؟؟) ففهمها من فهمها انه كان يقصد جده وشيخه سيدي سليمان ابن أبي سماحة رحم الله الجميع .
كانت له أشعار كثيرة اغلبها في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمشائخ والتوسل إلى الله والظاهر أنه كانت له رحمه الله قصائد كثيرة ولكن ضاع منها الكثير لما لحق بها من عبث يد الزمان والإستعمار وما بقي منها إلا القليل
منها قوله:
صلوا على الحبيب يا رجالا = سيد فاطمة في قلبي نبغيه
هو ادوانا فيه كل امسالا = ربي اكرمنا بالشفاعة فيه
سماه سيدي فارس الخيالا = هو اسبابي قاع مانخطيه
لو كان شفت الشيخ بوطوالا = ليلة الجمعة انروح ليه
وقوله واصفا إبليس و محذرا منه:
راني انبرح ما نسكت لالا = أعلى ألي يبغيني ما اتامن فيه
ختال يخدع قاع الرجالا = و النسا بجمعهم يفرح ليه
العجوز و العاقرة مع الهجالا = هذوك يبغيهم طاعوا ليه
سوى اللي خدموا الله تعالى = و الجنة ليهم تتلالا
شيخي الغازي في تافيلالة = جلول ولد خيرة العار عليه
أخرى في مدح شيخه سيدي سليمان و طلب الرضى منه بقوله:
نار سيادي يالإخوان صهدت في= بعد مانبرا و يحوش لي غيوان
سيدي واش أرضي سمان = حبه و عشقه في غاب
أعلى سيدي شوره غيضان = كيف أجرى له قاع فرط في
أخرى ناصحا به من يكتفي بنسبه عن العمل:
صلوا على الرسول لا تنساوشي = ربي موصي فالكتاب عليه
صلاة وسلام ما تقضاشي=عليه والٱل والصحاب وألي ٱمنوا فيه
سيدي بلا سيدي ما تماشي = سيدي مع سيدي جاد عليه
سيدي بلا صلاة ساسه راشي= سيدي مع الصلاة جات عليه
سيدي بلا قرٱن ما يسواشي = سيدي مع القرٱن نور عليه
سيدي بلا خصلات ما هو شي= سيدي مع الخصلات هي ليه
سيدي بلا كرم بخله فاشي= سيدي مع الكرم معطي ليه
وصيته رحمه الله لأبنائه و مريديه قوله رحمه الله (ديروا مالكم في صدوركم) . كناية عن العلم فهو الكنز الذي لا ينفذ بل يزيد بزيادة الخير والفضل
ترك ذرية طيبة مباركة من اولاده الذين حملوا المشعل من بعده :
1) ...أولاده من السيدة أمة الله الولية الصالحة خديجة ابنة سيدي ابراهيم بن محي الدين من نسل سيدي بنعيسى لعرج، وصفها زوجها سيدي محمد عبد الرحمن بأنها كانت الواسطة بينه وبين أسلافه ولا يكاد يخلو مشهد من مشاهد الخير إلا و يذكر أنها كانت معه فيه، قال الشيخ سيدي محمد عبد الرحمن رحمه الله متحدثا عنها (ومعي زوجتي رضي الله عنها لأنها صالحة مخفية لايعلم بها إلا الله و رسوله و أهل الله ، والله ثم والله لم نرى شيئأ من الكرامات يقظة ولا رؤيا إلا وتكون معي رضي الله عنها)
أنجب منها ثلاث أولاد و بنت، دفنت رضي الله عنها بمقبرة سيدي سليمان.
أولهم ولادة
السيدة فاطمة أو (فاطنة) وكانت ضريرة وكانت مقدمة تعطي أوراد الطريقة الشيخية للنساء توفيت سنة 1920م و دفنت أمام المدخل الغربي لضريح سيدي سليمان
سيدي محمد سليمان خليفة والده توفي سنة 1935م وله عقب
سيدي محمد بنعيسى توفي صغيرا رحمه الله لا عقب له.
سيدي محمد الشيخ توفي سنة 1949م لا عقب له من الذكور..
2)....بعد وفاة السيدة خديجة رحمها الله تزوج :
زوجته الثانية السيدة خيرة ابنة سيدي الحاج بوقديم من نسل سيدي الحاج بحوص و أنجب منها ثلاث أولاد
دفنت بمقبرة سيدي سليمان
الفقيه المقرئ سيدي محمد المختار اشتغل بالتدريس لدى زاوية سيدي التاج بلحرمة.توفي سنة 1945م له عقب
سيدي محمد الصديق درس بتافيلالت وكان فقيها إماما مقرئ لكتاب الله توفي سنة 1967م و له عقب
سيدي أحمد كان من القائمين على شؤون الزاوية توفي رحمه الله سنة 1968م له عقب
3)......بعد وفاة زوجته السيدة خديجة تزوج رحمه الله الشريفة السيدة مختارة ابنة سيدي محمد بوبكر و أنجب منها أربعة أولاد و بنت.
عندما تزوجها رحمه الله كان قد تجاوز 90 سنة أو أكثر .
عندما تقدم سيدي محمد عبد الرحمن لخطبتها .
كان يرغب في الزواج منها عدد من الرجال أصغر سنا بكثير من سيدي محمد عبد الرحمن بل شبابا و هو شيخ كبير فكانت رغبتها أن قالت لأهلها إني أرغب في الزواج من سيدي محمد عبد الرحمن لأنه بركة، توفيت و دفنت بمقبرة سيدي سليمان
سيدي محمد الفقيه توفي سنة 1959م له عقب .
سيدي سليمان توفي شابا و لا عقب له توفي سنة 1922م
سيدي جلول الفقيه الإمام المدرس توفي سنة 1966م له عقب
أصغر أولاد سيدي محمد عبد الرحمن، سيدي الحاج الشيخ توفي في 03 نوفمبر2001م له عقب
السيدة أمنة (يمينة) وهي ٱخر ولد سيدي محمد عبد الرحمن توفيت سنة 1938م.
نذكر اولاده الذين تعاقبوا على تلقين اوراد الطريقة من بعده
كلف ابنه الأكبر الإمام الفقيه العلامة المقرئ سيدي المقدم محمد سليمان الذي قدمه رحمه الله، وشهد له بذلك شيخ الطريقة في وقته سيدي الشيخ الجاج الطيب بن بوعمامة في رسالة مما جاء فيها (...و عند وفاته خلفه ابنه برضاة الأهل و القريب و البعيد الفقيه المحترم الخائف من مولاه سيدي محمد سليمان......).
كان رحمه الله قائما على خدمة الطريقة الشيخية والسير على درب والده، إزداد حوالي سنة 1860م. وتوفي رحمه الله سنة 1935م.
ليخلفه أخوه الفقيه الإمام المقرئ سيدي المقدم محمد المختار مقدما على الطريقة الشيخية الذي قدمه فيها أخوه سيدي محمد سليمان، كما يأذن له سيدي الشيخ الطيب بن بوعمامة رحمه الله في رسالة مما جاء فيها (...وبما أننا بحول الله و قوته أذنا لماسكه المقدم السيد المختار بن محمد عبد الرحمن في تلقين ذكر الشيخ الأكبر و القطب الأشهر صاحب الولاية الممنوحة من كريم الدارين، سبحانه وتعالى الغني المتعال منح هذا القطب سيدي عبد القادر بن محمد......).
سيدي محمد المختار بن محمد عبد الرحمن بن زيان توفي سنة 1945م.
ليخلفه أخوه بقية السلف السيد الحاج الشيخ بن محمد عبد الرحمن بن زيان الذي قدمه أخوه السيد محمد المختار على الطريقة الشيخية.
(نقل عن السيد جلول الحرمي أن الشيخ سيدي محمد عبد الرحمن بنزيان سئل عن بركة أولاده فقال أصغرهم (أي الحاج الشيخ), هو ٱخر من توفى من ولد الشيخ سيدي محمد عبد الرحمن في.. 03نوفمبر 2001م .
ليخلفه إبنه سيدي عبد القادر المدعو الحاج محمد الذي قدمه والده سيدي الحاج الشيخ على الطريقة الشيخية وعهد له بها حضوريا وأشهد على ذلك الذي حضر موسم الشيخ سيدي سليمان بن أبي سماحة بالمسجد سنة 1998م ، وتمت تزكية هذا التقديم من قبل الشيخ سيدي حمزة بن الشيخ سيدي عبد الحاكم أمدنا من مدده في رسالة مما جاء فيها (.....و بعد فإننا بحول الله ٱذنا و أجزنا لأخينا في الله السيد عبد القادر بنزيان المدعو الحاج محمد بتلقين أوراد طريقة شيخنا الأكبر سيدنا عبد القادر بن محمد ،،،،،،)
سيدي الحاج محمد لا يزال على قيد الحياة وهو أول مقدم من الحفدة يمر بعجز ومرض مما جعله يقدم ويكلف ابنه الأكبر سيدي عبد الرحمن بتلقين أوراد الطريقة الشيخية ،
المقدم سيدي عبد الرحمن وأشهد على ذلك جمع غفير في مناسبة أجتمع فيها الأهل والأحباب. وتمت تزكيته من قبل شيخنا سيدي الشيخ حمزة بن سيدي عبد الحاكم بزاوية سيدي سليمان بن أبي سماحة في إحدى زياراته وقام سيدي الشيخ حمزة پإدخاله تحت برنوسه ( سلهامه) والدعاء له.
ذكر وفاةه و مدفنه :
ليس هناك تاريخ مضبوط لوفاته و لكن حسب ما روي عن أبنه الأصغر الحاج الشيخ المولود سنة 1902 أنه ربما كان عمره عند وفاته 5 او 6 سنوات وبذللك ربما يكون تاريخ وفاته ما بين سنة 1904م إلى1910م گأقصى تقدير .
توفي رحمه الله عن عمر تجاوز فيه 114سنة يروي ابنه الحاج الشيخ أن أحدا سأله في ٱخر حياته عن عمره فقال 114سنة.
مدفنه :كان رحمه الله قد بنى مقام الصحابي الجليل سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. أمام بيته والذي يعرف بسيدي سعيد وبعد وفاته دفن فيه مقابل لضريح جده وشيخه سيدي سليمان بن أبي سماحة. من جهة الجنوب.
المصادر :
-فيوض العرفان في مناقب الشيخ سيدي محمد عبد الرحمن: للاستاذ سيدي عبد الله طواهرية.
-معجم الأعلام البكريين الصدقيين: الاستاذ سيدي عبد الله طواهرية.
-جامع التصنيف في أحوال دائرة بني ونيف: الاستاذ سيدي عبد الله طواهرية.
بحث وجمع وتحقيق مقدم الطريقة الشيخية حاكمي مصطفى. عن حفيده سيدي الجيلالي بنزيان جزاه الله خيرا