من ترجمة العارف بالله المجاهد سيدي لعلى بن ابوبكر . وهو اخو شيخ الطريقة الشيخية سيدي حمزة بالصبيعات شيخ المجاهد سيدي بوعمامة.
هو الولي الصالح سيدي لعلى بن بوبكر بن النعيمي بن أبي بكر بن العربي بن الحاج الدين بن الحاج أبي حفص بن الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد(سيدي الشيخ) بن الشيخ المحدث سليمان بن بوسماحة .يرجع نسبه لخليفة الأول الصديق والعتيق من النار وتاني إتنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ""من زعماء اولاد سيدي الشيخ الشرقيين وأحد قادة ثورتها ضد الاستعمار الفرنسي..
مولده ونشأته :ولد سيدي لعلى بن بوبكر في عائلة كبيرة تدير واحدة من كبريات الزوايا في الجزائر من القرن 19 وحتى اليوم على الأرجح سنة 1820م وكان له أن تعلم القرآن والعربية على غرار إخوته وآبائه تحت سقف الزاوية الشيخية والتاريخ لم يحفظ لنا شيئا عن بدايات حياة سيدي لعلى فيمكن الإسهاب في وصفها...
جهاده: منذ انطلاق ثورة أولاد سيدي الشيخ سنة 1864م كان سيدي لعلى بن بوبكر ركنا ثابتا فيها وأحد عقولها المدبرة فبعد استشهاد سيدي سليمان بن حمزة في 1864/4/8م في معركة "عوينة بوبكر" والتي قتل فيها أيضا الجنرال "بوبراتر" (Beaupretre)
خلفه من بعد أخوه محمد البالغ من العمر ستة عشر سنة وكان سيدي لعلى يوجهه ويؤطره فيغطي بحضوره على حداثة سن أولاد أخيه مما جعله يعرف فيما بعد بروح الثورة ، وكان أن وصفه العقيد تريملي (Trumelet) في تقرير عن معركة "البيضا" ضد الجيوش الفرنسية بقيادة الجنرال "جوليفي" (Jolivet) في 1864/9/30م بقوله:
( لعلى بن بوبكر لا يسعنا سوى الإعتراف لزعيم المتمردين سيدي لعلى بدوره العسكري المميز ، وحسه الحربي النادر والمهارة في كيفية استغلال أخطائنا).
سيدي لعلى بن بوبكر وكان لهم بقيادة سيدي محمد بن حمزة عدة معارك ضد الفرنسيين منها:
معركة "بن حطاب" في 1864/4/26م ضد قوات الجنرال مارتينو دشناز (Martineau-Deshesnez) ؛
معركة "ستيتن" في 1864/5/13م ضد قوات الجنرال ديليني (Déligny) ؛
معركة "فرندة" في 1864/7/12م ضد مركز عسكري ؛
معركة "البيضا" في 1864/9/30م وكان لعلى هو القائد فيها وكبد قوات الاحتلال 27 قتيلا و48 جريحا و150 مفقودا.
وقام سيدي لعلى بهجومين في 1864/10/15م على المعمرين في تاسلة وسيدي علي بن أيوب وأحرق أملاكهم.
بعد استشهاد سيدي محمد بن حمزة في 1865/2/22م خلف من بعده أخوه أحمد بمعاضدة عمه سيدي لعلى بن بوبكر فأخذ في تجميع الصفوف وتحريض أتباعه على مقاومة الاحتلال حيث اصطدم به في:
معركة "رباوات" في 1865/4/1م ؛
معركة "وادي الديغم" في 1865/4/6م ؛
معركة "الشلالة" في 1865/4/8م وكانت هذه المعارك الثلاث ضد قوات الاحتلال بقيادة العقيد دو كولومب (de Colombe).
بعد ذلك هاجموا معسكر العقيد دوكولومب في "بن حطاب" في 1866/3/16م فانتصروا انتصارا باهرا ولم ينج من العدو إلا شرذمة لاذوا بالفرار إلى البيض.
جرت انقسامات في صفوف المجاهدين ولم يبق مع سيدي أحمد بن حمزة سوى قبائل الأغواط (الرزيقات ، أولاد مومن والقراريج والشعانبة) ، وبعض من الأحرار والطرافي ، أولاد زياد ، أهل أنجاد ، وأولاد سيدي الشيخ الشراقة. تراجع أحمد بجيشه جنوبا نحو تافيلالت هروبا أيضا من الجفاف الذي ضرب الجنوب الوهراني وما لبث أن توفي بسبب الطاعون في أكتوبر 1868م.
آل أمر أولاد سيدي الشيخ بعد ذلك لسيدي قدور بن حمزة الذي جعل نصب عينيه إعادة تنظيم الجيش وتقويته بالقبائل الحدودية الثائرة والانتقام من القبائل الموالية لفرنسا وبعد اجتماع لاتحاد القبائل بالقنادسة في أوائل يناير 1869م التحموا بقوات الجنرال "دوسونيس" (de Sonis) بأم الدبداب وهي المعركة المشهورة بـ"الغارة الغشوة" لكن المجادين تكبدوا في خسائر في الأرواح والعتاد.
وفاته :بعدما تداعت أركان ثورة أولاد سيدي الشيخ انزوى سيدي لعلى بن بوبكر وقدور بن حمزة في حاسي بوزيد ولم يبق معهم إلا عشرون عائلة ثم انتهى الأمر باستسلام سيدي قدور في مارس 1884م ولم يستسلم سيدي لعلى بن بوبكر إلا في 1895م وتوفي بعدها بسنة ثم توفي بعده سيدي قدور بن حمزة في 1897/12/10م وبوفاتهما طويت صفحة مقاومة أولاد سيدي الشيخ الشراقة.....
ولازالت ذرية سيدي لعلى إبن بوبكر تسكن منطقة متليلي ، الشعانبة والأبيض سيدي الشيخ، وورقلة ومتفرعة الى بعض ولايات الجنوب الكبير (ايليزي. وتمنراست، ومناطق اخرى ) فرحم الله المجاهد البطل سيد العلى وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجميع من ضحى في سبيل الإسلام والمسلمين والوطن العربي الأبي ،المجد والخلوذ لشهدائنا الأبرار.
المصدر . تاريخ اولاد سيدي الشيخ