اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم
من شيوخ الطريقة الشيخية
هو شيخنا القطب الشهير العارف بالله والدال عليه ابو المواهب سيدي بوحفص الحاج خليفة القطب الرباني الشيخ سيدي الحاج عبد الحاكم نجل مؤسس الطريقة الشيخية إمام الصوفية مولانا الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد رحمهم الله أجمعين ونفعنا وكافة الفقراء والأحباب ببركاتهم آمين
تربى تربية إسلامية ربانية في احضان والده السيد الحاج عبد الحاكم، الولي الصالح البركة، أخذ عن والده المذكور، وبعده عن أعلام عصره، فكفله عمه سيدي الحاج أحمد
( وذكر بعض أحفاده أن والدته من نسل الشيخ الولي الصالح الشريف سيدي الحاج أبي محمد دفين " تبلكوزة".)
نشأ في بيت علم وصلاح، جامع لخصال الخير، من كرم وخدمة زاوية والده، وعبادة وإرشاد وتربية وإصلاح بين الناس، وجهاد وسلوك، فتشرب منذ صباه هذه المعاني وإرتاد تلك المغاني، وأسعفته السابقة الأزلية، فظهرت علامات نجابته وصلاحه، كما قال جده العارف بالله الشيخ عبد القادر بن محمد في قصيدته الياقوته:
(ومنذ عقلنا سدد الله سعينا ==وما زلنا مقتفين نهج الشريعة)
حفظ القرآن الكريم في صباه وتمرس بالعلوم النقلية والعقلية ورحل إلى توات، وكان عمه الذي كفله أشار إلى ذلك يقوله " إن حاجتك في زيارة لرجال الحشان"، فيمم تلك الأصقاع وجال تلك البقاع، وتتلمذ للعلامة الرباني الشريف سيدي إبراهيم بن أحمد آل سيدي موسى بن مسعود دفين تاسفاوت، وهو من نسل الغوث القطب الجامع سيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله سره، وتلميذ الشيخ العارف بالله سيدي أحمد بن يوسف الراشدي الملياني "رضي الله عنه"
أخذ سيدي إبراهيم بن أحمد عن العلامة المحقق الولي الصالح سيدي محمد عبد العزيز بن السيد محمد بن العارف بالله العلامة الرباني والهيكل الصمداني، شيخ المشائخ دي القدم الراسخ، الطود الشامخ الحاج أبي القاسم بن الحسين الجراري " رحمهم الله
ولصاحب الترجمة رحمه الله مقام بالواجدة معروف، ويذكر أنه لبث ثلاث سنين عند شيخه " وهو أخذ عن سيدي إبراهيم بن أحمد المتوفي سنة 1107ه وهو عن العلامة الرباني سيدي محمد بن عبد العزيز المتوفي سنة 1064ه عن العلامة الشيخ سيدي الحاج أبي محمد دفين تبلكوزة المتوفي سنة 1036ه
أما طريقة جده العارف بالله الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد فقد أخذها عن والده وعن بعض أعمامه عن الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد عن العارف بالله الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن السهلي وفي نظم هذه السلسلة " المباركة "
بعد أخذه عن شيخه، عاد إدراجه إلى البنود، وتصدر للتربية والتدريس وتلقين الذكر والانقطاع للعبادة وأسس خلوته المعروفة بالمرفوعة، وقصدته وفود العرب من كل جهة، وظهرت علامات خصوصيته وبراهين ولايته وشرع في التأليف، ومن آثاره العلمية في ذلك :
- مفتاح الخيرات والبركات.
- بهجة البهاج المشهودة في تنزيه من لا يكيف أحد وجوده المؤلفة في أسماء الله الحسنى.
وتؤثر كرامات وأحوال شريفة دالة على عمق معرفته وشريف رتبته في العلم، نسأل الله تعالى أن ينفعنا منه بكل ذلك بمنه وفضله، ومما يؤثر عنه من الكرامات إجابة ما دعا به" لخليفته وتلميذه " سيدي الشيخ بن الدين
ومن ذلك أن السكوم قائد الكرارمة لما قامت القبيلة المذكورة بغارة على إحدى القبائل وإستولت على إبلهم، جاء أحد من إستولى السكوم على إبله إلى سيدي بحوص الحاج طالبا منه التوسط لدى القائد المذكور ليستعيد إبله، فلما قدم صاحب الترجمة إلى السكوم لم يستقبله الإستقبال للائق به، وقال له إن الإبل قد قسمت في الجيش ولا سبيل إلى البحث عن إبل قد وزعت، وأوصاه أن يذهب إلى علي بن أحمد وهو أحد جنوده، فلعله يجد في قسمته ضالته، ولما ذهب إليه فرح به وأطعمه من خير ما عنده، وبعدما أخبره الشيخ بسبب مقدمه، قال له :
يا سيدي لقد أعطيت جملا واحدا في نصيبي من الغنيمة ولي جمل واحد إرحل عليه فهو هدية لك، فإهتز الشيخ سيدي بحوص الحاج لصدق هذا المريد وقال له : " السكوم إنتقص وإتكفس وأهل الله طمسوا علامه، وعلي بن أحمد أتسيس وإتريس، وأهل الله رفعوا علامه ". فأنفذ الله تعالى دعاءه في القائد السكوم، فعزل وخذل، وأعلى الله تعالى رتبة علي بن أحمد فتولى رئاسة قبيلته بعد ذلك، وإستقرت في ولده وآخرهم الحاج قويدر بن سليمان ببني ونيف وكان ذا مرؤة وعقل ورأي.
ومنها أنه عند شروعه في التجهز للرحيل إلى المشرق إستدعى مريديه وقال لهم : " ليطلب كل منكم ما يشاء" فمنهم من طلب حفظ ماله ومنهم من طلب غير ذلك، وطلب أحد أولاد سيدي أحمد المجدوب رؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له :" يوم كذا طهر خيمتك وأطلق البخور والروائح الطيبة وسيزورك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ". وكان الأمر كذلك.
ومما يُروى أيضا عن كيفية مغادرته " الأبيض سيدي الشيخ" أنه قال:
ـ لا يُمكنني تغطية نور جدّي " سيدي الشيخ " ،، أُفَضّلُ أن أختار لنفسي مكانا بِمَنْطِقَةٍ ، ولْــتَـكُنْ " البنود " .
لكن رغم تصرفه ذاك ، لم ينصرف عنه الزّوار ، الذين أصبحوا يَعْـبُرون" الأبيض سيدي الشيخ " مَحَلَّ تواجد جدّه " مُتّجهين إلى موقع إقامته الجديد ، الأمر الذي أشعره بالإحراج تجاه جدّه ، فأرسل ذات يوم إلى قبائل الضاحية مُبلّغا إياهم عزمه الذهابَ إلى ( مِصْرَ) ،
بالتّحديد حدث هذا في الوادي المسمّى " مَزّرْ " ، بتراب " الأبيض سيدي الشيخ " ، أين تتواجد "خلوته " إلى الآن .
عندما هَمَّ بالسفر، قال له أعيانُ القبائل : لمن تركتنا ؟؟
ولما كان تلميذه سيدي بن الدين بن سيدي الحاج الدين زاهدا هو الآخر ، ومحبوبا من طرف الجميع ، قال لأتباعه في عين المكان :
ـ أجمعوا لـ " سيدي بوحفص الحاج " ما يحتاج من مؤونة و جِمَال .
في هذه الآونة كان " سيدي بوحفص الحاج " في حالة ( سُكْر روحاني!) ، وبعد وصول الإعانة واستفاقـته ، قال لمن ألحُّوا عليه بالسؤال ( لمن تركتنا ؟ ) حسب هذه الرواية :
ـ "خَـلَّيْـتْكُمْ لَلصَّافي الْوَافي ( ابْنَ الدّين ) الْقَاعَدْ بَيْنْ اكْـتَافي !!" .
ثمّ ودّع الجميع .
توفي الشيخ الإمام العلامة القطب الشهير سيدي بحوص الحاج في منقبلة من الحجاز بعد أداء فريضة الحج، ودفن بالإسماعيلية " بمصر المحروسة " ويقال له هناك سيدي أبو حفص الغريب ولم نعثر على تاريخ وفاته
خلف الشيخ سيدي بحوص الحاج ثلاثة أولاد وهم
الأول : سيدي الحاج محمد بودواية، كان من أولياء الله الصالحين وكان معاصرا للشيخ العارف بالله سيدي أحمد التجاني رحمهم الله. اغلب احفاده يتواجدون بالجنوب الليبي، بمنطقة قراقرة ومنطقة توش بوادي الآجال. ينتسبون الى جدهم (سيدي الغماري) بن الحاح محمد بودواية بن بوحفص الحاج بن الحاج عبدالحاكم بن سيدي الشيخ عبدالقادر بن محمد.
وقد تعددت الروايات حول هجرة سيدي الغماري الى ليبيا ومن بينها انه هاجر من الابيض سيدي الشيخ، متجها الى الساقية الحمراء بالجنوب المغربي حوالي سنة 1765م .
وبعد فترة من الزمن اتجه الى مدينة عين صالح ( فقارة الزوى) ومنها شد الرحال الى جنوب ليبيا .
انجب سيد الغماري ابنه يونس الذي انجب كل من الولي الصالح سيدي السعيدي وسيدي الصالحين اللذين ينحدر منهما اولاد سيدي محمد بودواية بن الولي الصالح سيدي بحوص الحاج.
الثاني : سيدي قدور ( عبد القادر ) كان ذا جاه ورفعة وشأن، محترما من العامة ساعيا في الإصلاح وجمع الكلمة وتأليف القلوب على ما فيه رضى الله توفي في 15- 7 - 1869م عن عمر يناهز التسعين سنة، دفن داخل قبة الشيخ سيدي عبد القادر بن محمد رضي الله عنه، له كرامات كثيرة منها ما ظهر لدى وفاته وأثناء حمله للدفن
الثالث : سيدي الشيخ أحفاده يتواجدون بالمغرب...
من اشهر احفاده المجاهد الشهير سيدي الشيخ بن الطيب، وسيدي علال
- بعض اماكن تعبد شيخنا الشيخ العلامة المجاهد شيخ الطريقة الشيخية الشاذلية سيدي بحوص الحاج بن سيدي الحاج عبد الحاكم رحمه الله .
خلوة تعبده وهي تبعد عن مدينة عين بني مطهر ( بركم) المغرب .بخمسة أوستة كيلومتر. تقع على كدية صغيرة بالقرب من دوار اولاد الغزواني على يمين الطريق في اتجاه قرية المريجة .
وحسب الرواية الشفوية فإن الضريح الكائن بوادي الحلوف شمال مدينة فجيج وجنوب قرية إيش هو مزار وليس قبرا لشيخنا سيدي بحوص الحاج بن سيدي الحاج عبد الحكم.. وسبب وجوده انه كان مكان استراحة لهذا الشيخ وهو في طريقه الي مكناس لزيارة السلطان مولاي اسماعيل العلوي الذي يقال انه كان أحد شيوخه في التصوف..
كما أن قرية بوقطب الكائنة في نواحي البيض بالجنوب الجزائري تحمل نفس الفكرة إذ يقال بأنها المكان الذي أدرك فيه سيدي بحوص الحاج مقام القطبانية....
اما في البنود جنوب الأبيض سيدي الشيخ فتوجد اول زواياه وتسمى المعمورة وهي التي تقام بها وعدته إلى الآن.
ومما مدحه به تلميذه الشاعر مصطفى الزيادي قوله
جبنا لك جاه محمد يا المجدد == مريدك ليك متقصد عيب إلا خاب
بجاه العتيق والنبي كن حجابي == بالله ورضاك جا طلبي تفتح لبواب
بحوص الحاج الرباني نوره ساني == في وقته ما أعشق فاني رايس الأقطاب
في وطنه كان متخفي أرض أهفافي == تلميذه مانع وسالك يوم الحساب
مول لبنود في وطنه دار أجنوده == كم أرواحين في وعده خدمة وأركاب
أصناف عفاريت متخالفة ظاهر وأخفا == بالقدرة ليه متخوفة وأمره تقلاب
كذا من الجن يتعمد به اصيد == فالهدادين مريد يوتي قتاب
كذا من ساس طلعوا ناسه رياس == وما فيه أفلاس من وقته عمره ما راب
سمته لعدوة يتربا ما لو هربا == ومن قطر مر يدربا فالكوشا طاب.
مؤلفات الاستاذ سيدي عبد الله طواهرية .
مؤلفات الاستاذ سيدي محمد بن الطيب البوشيخي.
كتاب: المواسم التقليدية بمنطقة الأبيض سيدي الشيخ " الشيخ قدور بن علية " ، تحت الطبع بحث وتحقيق مقدم الطريقة الشيخية حاكمي مصطفى