( الحلقة الثالثة و الثلاثون من سلسلة الشيخ سيدي بوعمامة )

( الحلقة الثالثة و الثلاثون من سلسلة الشيخ سيدي بوعمامة )

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم عل سيدنا وحبيبنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين...

الحصة الثالثة والثلاثون

نواصل مسيرتنا المباركة في التعريف بشيخنا الجليل الشيخ بوعمامة محمد بن العربي بن الشيخ بن الحرمة. وقد رأينا في الحصة الماضية خلاصة مسيرته في المراحل الخمس. وقد وعدتكم بأن أرجع للمرحلة الأولى الهامة من مسيرة جهاده، لأنه هو الذي كان يبحث عنها، عندما انتقل من مدينة فجيج أين كانت تسكن عائلته، وين توجد أضرحة أجداده الثلاثة السادة: العربي والشيخ والحرمة. وكان هو الذي انتقل لوحده إلى مغرار حينما ناهز الأربعين في الظروف التي فصلنا...

وللتذكير فإن الرجل ظل طوال حياته ملتزما بالبيعة منذ نشأته إلى آخر لحظة من حياته، حتى في أوهن ظروف السلطان الذي كانت بيعته في عنقه. وتلك البيعة هي التي حتمت عليه أحيانا أن يتنازل عن أمور لاغم أنه كان يراها حاسمة ومصيرية في مسيرته الجهادية. ولعل أهمها حينما كان في قمة نشوة الانتصار بعد معركة تازينة، وبعد النجاح الباهر في المسيرة الأولى. وتشير الوثائق أنه ما إن بدأ في المسيرة الثانية حتى جاءته أخبار مؤسفة تؤكد أن السلطان قد أرسل في عقبه جيشا لتأديبه كما يقال إذا هو لم يتراجع عن المسيرة.

وهذا ما جعله لا يكمل المسيرة الثانية التي كان مقررا لها أن تتجاوز حدود المسيرة الأولى، واكتفى منها بأسبوع فقط. وقد فعل ذلك استجابة لنداء المخزن الذي أمره بالعودة، هذا الأخير الذي كان بدوره تحت ضغوط شديدة من فرنسا، التي كانت تستغل جميع الوسائل للحد من خطورة الشيخ...

كان هذا التصرف الذي صدر من المخزن قد خيب ظن الشيخ كثيرا. فقد كان ينتظر منه النصرة على العدو المشترك الذي يسعى للانقضاض على أرض المملكة. وكان هذا الأمل يغلب على اعتقاد الشيخ، بالنظر لما يعرف من المواقف المشرفة لجده السلطان عبد الرحمان بن هشام حينما كان يناصر الأمير عبد القادر في بداية المشوار رغما عن تحذير فرنسا آنذاك...

غير أن السلطان كانت له ظروفه السياسية الصعبة الخاصة:

ـ فهو من جهة كان في أدنى درجات الضعف الإداري رغم الشخصية القوية للحسن الأول، بسبب التدخل المباشر للأجنبي في أمور القصر. لأسباب عدة...
ـ ومن جهة ثانية كانت اتفاقية مدريد في سنة 1880 قد طوقته من كل الجوانب وعطلت حركته...
ـ وكانت الديون التي تراكمت على خزينة الدولة تزيد من الضغوط ومؤامرة الدول الدائنة عليه..
ـ بالإضافة إلى ذلك، كانت الثورات القبلية تنتشر في ربوع الوطن، حيث أدت إلى فصل مناطق من المملكة سميت مناطق السيبة خرجت عن سيطرة المخزن ولم يكن له قدرة على ضبطها وتسييرها..

ـ إضافة إلى ذلك كانت تجربة معركة إيسلي المشؤومة كافية لتجعله يتجنب مواجهة فرنسا بأي ثمن.
ـ أضف إلى ذلك كانت اتفاقية لالة مغنية التي أملت فيها فرنسا ما حلا لها تشل قدرته على التصرف
ـ وإلى جانب هذه العوامل مجتمعة، كان على يقين أن فرنسا تتربص بأرض الوطن لالتهامها في أي لحظة وتحت أي ذريعة...

لهذه الظروف مجتمعة...

يضاف إليها كون فرنسا ضغطت على المخزن مدعية أن الثائر جاء من أرض السلطان، مما يعني أنه المسؤول عن تصرفاته، وأن عليه أن يكبح جماح مواطنه قبل أن تتصرف هي بما يسيء لحسن الجوار كما كانت تحبك...
تحت هذه الضغوط مجتمعة، اضطر السلطان أن يعطي الأمر لكتيبة عسكرية تتابع الشيخ أثناء المسيرة الثانية لينشب البارود بينها وبينه، كي تبقى فرنسا تتفرج في أبناء لا إله إلا الله يتناحرون في ما بينهم. وهذه المكيدة بالذات، ما تفطن إليها الشيخ، حتى أبى إلا أن يفوت على فرنسا الخديعة، فعاد أدراجه تلبية لأمر السلطان...

من هنا يتبين أن العلاقة بين الشيخ بوعمامة والمخزن المغربي كانت تتلون حسب اختلاف ظروف المصالح والضغوط السياسية، وسنتطرق لبعض تلك التلونات كلما تعرضنا لظرف تغيرت فيه الأحوال بين الطرفين...
ـ نعود للشيخ لنقول:
طيلة بقية سنة 1881 لم تجرؤ فرنسا على مواجهة الشيخ بوعمامة مباشرة، نظرا للصدمة التي أحدثتها معركة تازينة في نفوسها. وبموازاة ذلك، فقد قامت بعدة جولات انتقامية ضد القبائل الموالية ألحقت بها أضرارا بالغة نذكر منها ما يلي:

ـ يوم 16 يونيو:

بينما كان الشيخ في المسيرة الأولى، اعترضت كتيبة فرنسية مدعمة بجيوش الأغا الصحراوي طريق قبيلة الأغواط التي كانت في طريقها نحو صفوف الجيش، فألحقت بها أضرارا بلغت 105 شهيد إضافة إلى المؤن والمدخرات التي كانت معها. وتمسى الموقعة:ضاية الغشوى..

ـ يوم 15 غشت:

قام العقيد نيغريي بتفجير قبة سيدي الشيخ وبتدمير قرية الأبيض سيدي الشيخ مع الإضرار بجميع بساتينها ونخيلها وقتل عدد من المعترضين على تصرفاته الهمجية...

ـ شهر غشت:

قيام فرنسا بجولة تأديبية لقبيلة الأغواط كسال ألحقت بهم أضرارا بالغة...

ـ يوم 16 نونبر:

قامت بجولة تأديبية لقبائل بني سمير فألحقت بها أضرارا وكان هناك 5 قتلى في صفوف فرنسا..

ـ يوم 21 نونبر:

قام فيلق فرنسي بتدمير قرية مغرار بما فيها زاوية الشيخ وإتلاف جميع المحاصيل والبساتين وقتل عدد من الأبرياء انتقاما مباشرا من الشيخ. وكانت هذه أول خطوة قامت بها فرنسا ضد الشيخ مباشرة لما علمت أنه بارح القرية، وإلا ما كان لها أن تقترب منها والأسد في العرين...

وهكذا انتهت سنة 1881 بكاملها دون أن تتجرأ الجيوش الفرنسية المخذولة أن تواجه الشيخ مباشرة.
ومع مطلع السنة الموالية 1882 بدأت فرنسا تتحرر بعض الشيء من عقدتها لتقع جملة من المواجهات المباشرة مع الشيخ سنتطرق لذكرها في الحصة القادة إن شاء الله..

Enfin il faut tuer dans l’œuf cette légende que j’ai voulu prendre BOUAMAMA et que je l’ai raté. je n’ai cessé de répéter qu’on ne prenait pas Bouamama…..

Songez qu’ici mes propres spahis paient la ziara à Bouamama, et qu’à Géryville les Ouled sidi Cheikh n’ont pas cessé d’être en relation avec l’ouest.

ce n’est qu’à partir de 1875, époque de son installation à Moghrar, qu’il commence à se créer une clientèle, qu’il augmente peu à peu et à laquelle il donna, comme Mokadem de sidi Cheikh, le dekr des Cheikhya. Il partageait alors son temps entre Figuig et la zaouya qu’il venait de fonder à Moghrar. Il faisait de fréquents voyages à El Abiod, disparaissait souvent et donnait à ses absences des motifs surnaturels. Il accueillait les voyageurs et les pauvres, multipliait les aumônes, guérissait les malades et rendait fécondes les épouses stériles…

lorsque les individus vont voir Bouamama, ils ont toute leur raison, quant ils en reviennent, ils sont fous.

Gabriel Charmes professait dans les débats du 5/4/1882;

Arabi n’aurait jamais existé sans Bouamama…en aluminant les esprits, Bouamama a fait Arabi…
…Sans la terrible puissance des fusils à tir rapide, Bouamama eut peut être réussi à entrainer à sa suite tous les musulmans de l’Algérie.

أخوكم أحمد

26-06-2021

موقع الطريقة الشيخية الشاذلية ( طريقة أسلاف بيضاء نقية )

Mise en ligne le 15/11/2004. Tariqa-Cheikhiyya© 2004