( الحلقة الثانية والعشرون من سلسلة الشيخ سيدي بوعمامة )

الحلقة الثانية والعشرون من سلسلة الشيخ سيدي بوعمامة

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين السلام عليكم .

نواصل الحديث عن سيرة الشيخ بوعمامة، الرجل الرباني المجاهد الذي خانته بعض أقلام التاريخ فحاولت أن تشوه صورته الربانية اللامعة. وفي هذه المقالات أحاول فيها أن أعرض لجميع الأحباب، من قراء ومحبين ومهتمين ومعارضين أيضا، حتى يستيقن ما أرد أن يستقن، ويرعوي من أراد أن يعود إلى الصواب، ومن أراد أن يزيد في غيه فحكمه إلى الله، إذ ما علينا إلا البلاغ...

راينا في الحصة الماضية مجريات معركة تازينة، التي كانت شبيهة بمعكرة بدر الكبرى، وهي بالتالي تعتبر بدرا الصغرى بالنسبة لمسيرة الشيخ بوعمامة كما سنرى، ورأينا ماذا آلت إليه من نصر مبين للشيخ بوعمامة ولجيشه الباسل على الجيوش الفرنسية الجرارة المتخاذلة. وعرفنا أن الجيش الرباني غنم منها غنائم كثيرا سواء في المؤن أو الأسلحة أو الركوب. ورأينا كيف كانت جيوش العدو تجر أذيال الخيبة والهزيمة المرة التي لم تكن تتوقعها بالمرة...

هذه الوضعية الخاصة، عمل الشيخ بوعمامة على استغلالها بشكل عجيب جدا، لم تكن في حسبان أي أحد بما فيها فرنسا بترسانتها الاستخباراتية. فما إن انتهت المعركة حتى أمر الشيخ بوعمامة جيوشه للتوجه إلى مدينة الأبيض سيدي الشيخ، شكرا لله وعرفانا على النصر المبين الذي تحقق، وجمعا لهمة المجاهدين المنتصرين لمزيد من توحيد الصفوف، تبركا بضريح جده سيدي الشيخ، هذا الذي يعتبر منبع المدد، ورمز توحيد جميع القبائل المتاخمة...

وبعد استراحة قصيرة، فكر الشيخ في أن يقوم بمسيرة بجيشه المنتصر، انطلاقا من الأبيض سيدي الشيخ إلى بعض مدن ومناطق الشمال. وكان لهذه المسيرة أهداف سامية نوجزها في ما يلي:

ـ تحسيس الجيش الرباني بنشوة النصر وهو يتمختر بين القبائل المتخاذلة...

ـ زرع الروح المعنوية في القبائل التي كانت مغلوبة على أمرها، ما بين الأبيض وسعيدة ومعسكر...

ـ تحسيس الإنسان الجزائري المسلم بضرورة الدفاع عن عزته وكرامته التي هي أغلى من كل شيء

ـ ردع وترهيب القبائل التي انساقت كلية مع العدو الفرنسي حتى تعود إلى رشدها...

ـ ردع القواد الذين نصبتهم فرنسا في مناصب خاصة للتحكم في أتباعها من القبائل...

ـ زرع الرعب الشديد في قلوب الجيوش الفرنسية حتى لا تستهين بالثورة كما كانت تفعل من قبل.

ـ استغلال الوضعية لنشر القضية على أوسع نطاق، حتى تتناولها أكثر وسائل الإعلام...

ـ اغتنام الفرصة لرفع القضية أمام المنابر لتدويل موضوع استعمار فرنسا للجزائر

ـ جعل حد للاستغلال البشع والغير شرعي من قبل بعض الشركات الأجنبية بأرض الوطن...

ـ كما كانت فيها بعض الرسائل نوجزها كما يلي:

ـ رسالة إلى القبائل المترددة لكي تلتحق بصفوف المجاهدين

ـ رسالة واضحة إلى فرنسا، تفيد أن قبيلة أولاد سيدي الشيخ وأتباعها البررة، لا يمكن إسكاتها قطعا. فكلما ضعف قائد من

قوادها لسبب أو آخر، إلا وهناك قواد آخرون ينتظرون الفرصة لحمل راية الجهاد والبرهنة على قدراتهم وكفاءاتهم في مضمار المعركة...

ـ ورسالة أوضح وأنبل لبني العمومة من الشراقة والغرابة معا، موضحة ومطمئنة في نفس الوقت، يبرهن لهم فيها أن أخاهم

بوعمامة بن العربي إنما جاء لنصرتهم ومؤازرتهم، وأنه سيكون معهم يدا واحدة وقبلا واحدا ضد غطرسة العدو المستعمر.

اخوكم . احمد حاكمي.

14-06-2021

موقع الطريقة الشيخية الشاذلية ( طريقة أسلاف بيضاء نقية )

Mise en ligne le 15/11/2004. Tariqa-Cheikhiyya© 2004