( الحلقة الاولى من سلسلة الشيخ سيدي بوعمامة )

الحلقة الاولى من سلسلة الشيخ سيدي بوعمامة

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحابته أجمعين، وبعد

ننطلق على بركة الله في نشر حلقات يومية أو شبه يومية حسب المتاح والمستطاع، نسلط من خلالها الضوء على شخصية فريدة من نوعها، شخصية نادرا ما يجود الزمان بمثلها كما يقال، وإن كان الفضل في الأصل بيد الله يؤتيه من يشاء...

هذه الشخصية جامعة لكل المحاسن ولله الحمد، نحسبه كذلك والله حسيبه، صاحبها:

ـ شخصية فذة في التدين والالتزام بأحكام الشريعة...
ـ شخصية نابغة في التفكير والتخطيط والكياسة وتدبير الأمور العامة والسياسية...

ـ رجل رباني بامتياز، تخرجت على يديه أجيال من المريدين السالكين ممن بلغوا شأوا طويلا

ـ رجل مجدد لطريقة أسلافه الميامين على رأس القرن الثالث من بداية الطريقة السمحاء...

ـ رجل قيادة وسيادة وتسيير بجميع المقاييس، استطاع في ظرف وجيز أن يقوي اللحمة الجهادية بين فسيفساء بسيطة من القبائل المختلفة، مع ما كانت تحمله في بينها من التنافر والصراع كشأن جميع القبائل آنذاك، مع العلم أن الاستعمار كان يغدي تلك العداوات ويوسعها وينوعها، ولا تملك من فنون القتال أدنى نصيب، اللهم إلا لغة الكر والفر السائدة...

ـ رجل جهاد بامتياز وشجاعة نادرة، تحكي عليه مراسلات الأعداء، إذا ما اكتفينا بهم لوحدهم، الأمور التي لا يمكن تصديقها بالنسبة للشخص العادي. ولولا أنها لم يشهد بها شاهد من أهلها، لقيل عنها ما قيل. وسنأتي على بعض التفاصيل إن شاء الله...

ـ كما أنه كان رب أسرة بامتياز على المنهاج النبوي، وسنرى لاحقا بعض مكتوباته الموثقة الخاصة بالموضوع...

ولما كانت طبيعة المقال جاء ضمن سلسلة، فلا نطيل فيه، لنترك المجال لمقالات أخرى ستأتي مدعمة بالنصوص والمقالات، سواء على ألسنة وأقلام العدو نفسه، ولعلمكم فهي كثيرة ويقينة، أو على ألسنة وأقلام المحبين للشيخ، وما أكثرهم، أو على ألسنة المناوئين له، سواء من المستعمر الغاشم الذي لاقى منه الويلات، وعداوته للشيخ أمر طبيعي، أو على ألسنة وأقلام بعض بني جلدتنا الذين ظلموه بكل المقاييس، سواء عمدا أو عن جهل، وولغوا في عرضه ظلما وعدوانا، فقط لأنهم انجرفوا مع التيار المعادي دون بينة، وما أكثرهم أيضا...

كما سنأتي على تفاصيل الظروف الاستثنائية التي مر بها الشيخ، منذ اللحظة التي جادت فيها أسلحته بإطلاق العنان للنيران في شهر نونبر 1881، إلى أخر لحظات حياته في شهر أكتوبر 1908...

تحياتي العطرة لجميع القراء الكرام بدون استثناء، من محبين ولا شك أنهم كثر، ومن باحثين عن وجه الصواب، وأطمئنهم أننا سنصل بهم يقينا إلى الحقيقة، ومن متشككين، وأطمئنهم أيضا أننا سنأتي في هذا المنبر المبارك بما يدفع عنهم جميع الشكوك والالتباسات، وتبقى لهم في النهاية الصلاحية المسلك القرار النهائي الذي يرون فيه وجه الحق...

أخوكم في الله، أحمد حاكمي

الاثنين 12 أبريل 2021

موقع الطريقة الشيخية الشاذلية ( طريقة أسلاف بيضاء نقية )

Mise en ligne le 15/11/2004. Tariqa-Cheikhiyya© 2004