والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أحبتنا الكرام، أبناء القلب والصلب، سدّد الله خطاكم، وبارك في مساعيكم، ووفقكم لما يحبه ويرضاه.
على بركة الله تعالى، وفي ظلال ذكره العطر، نرتحل بكم عبر صفحات مشرقة من تاريخ الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. رجالٌ جسّدوا المعاني السامية للإخلاص، ورفعوا رايات المحبة الصادقة في الله، التي لم تنل منها تقلبات الزمن ولا نوازع الدنيا الفانية. لقد كان إخلاصهم وثباتهم على العهد شاهدًا حيًّا على عمق الروابط التي جمعتهم بشيوخهم، تلك الروابط التي نمت وترعرعت تحت ظلال المحبة الخالصة في الله.
رغم أنهم عاشوا في حقبة شديدة الحساسية، اتسمت بوجود احتلال غاشم، سعى لتمزيق النسيج الروحي والاجتماعي للأمة، إلا أنهم، بفضل الله، ظلّوا ثابتين كالجبال الرواسي، متمسكين بعهدهم مع شيوخهم، لا تعصف بهم رياح الفتن، ولا ترهبهم القيود المصطنعة التي حاولت أن تفصل الأرواح والقلوب.
إن المحبة في الله، حين تخرج من أعماق القلوب الصادقة، تتجاوز حدود الزمان والمكان، وتتخطى كل العوائق التي تفرضها الظروف السياسية أو الاجتماعية. فهي نورٌ يهدي السائرين، وعهدٌ موصولٌ بالله لا ينقطع، إذ إنّ ما كان لله دام واتّصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.
نسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا وإياكم الثبات على هذا النهج القويم، وأن يجعلنا من الذين يستمسكون بروابط المحبة في الله، ويديم علينا نعمة الوفاء والإخلاص، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.
الرسالة مرفوقة بالأصلية:
👇🏼
#1بني #ونيف: من مقام الشيخ العلامة سيدي سليمان إبن أبي سماحة رحمه الله ونفعنا به.
رسالة من سيدي الشيخ إبن الشيخ سيدي محمد عبد الرحمان بن زيّان
إلى الشيخ سيدي عبد الحاكم إبن الشيخ سيدي الطيب إبن الشيخ المجاهد سيدي بوعمامة رحمهم الله تعالى جميعا.
الحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه.
إلى حضرة الشيخ الأعظم سيدي عبد الحاكم بن الحاج الطيب.
سلام الله عليك ورحمة الله وبركاته على الدوام.
من المسلم به عليك الشيخ بن عبد الرحمان
أما بعد أتمنى أن تكون أنت بخير وعلى خير، إن كنت أنت بخير وعلى خير فنحن كذلك ومثله ولا يخصنا إلا النظر في وجهك العزيز علينا. وبعد ذلك، فإن الفقيه سيدي محمد المصطفى كتب إلينا بطاقة وقال لنا راه عندك في الزاوية وراك متهلي فيه على عز وكرم وقال لنا ندعوا معك في مقام جدك *سيدي سليمان أبي سماحة*،
فإننا نطلب الله تبارك وتعالى أن يجعلك في موضع أبيك المشهور، ويجعل بركة أسلافك تكون فيك ظاهرة وباطنة ويجعلك على قدم النبي صلى الله عليه وسلم، ورانا فرحنا بهذه الأوصاف المحمودة التي جعلها الله فيك مثل أبيك وأسلافك ونطلب الله يطول في عمرك لصلاح المسلمين، فنحن سمعنا بك تُحسن مع المسلمين، قال تعالى:
إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه، آمين، وتسلم منا على جميع إخوانك وأولادك وأحبابك بالتمام، ودمت بخير وعافية ونحن كذلك نسألك الدعاء في سبيل الله، تطلب لنا الله تعالى المغفرة وصلاح الدين والدنيا، لأنك على قدم النبي صلى الله عليه وسلم.
ويسلم عليك جميع المرابطين كلهم، والسلام.
التاريخ:
يوم 20 شهر رمضان معظم 1365ه الموافق ل 1946م والسلام
عن المشيخة العامة المركزية للطريقة الشيخية الشاذلية
زاوية المجاهد الشيخ سيدي بوعمامة البوشيخي البكري.
