دور شيوخ الطريقة الشيخية الشاذلية في اصلاح ذات البين والتقارب (نموذج)
رسالة الشيخ سيدي الحاج الطيب ابن المجاهد الشيخ سيدي بوعمامة الى العالم الجليل سيدي عبد الحميد بن باديس والشيخ الجليل سيدي احمد بن مصطفى العلاوي رحمهم الله جميعا
كان ذالك في الثلاثينيات من القرن الماضي ( دعوة للتقارب )
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد واله وصحبه
وبعد : لما راينا اخواننا المسلمين و طائفة الموحدين الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز ( كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) وهذه الايات تعم الاولين وتبقى حجة على الاخرين .
فاذا به راينا وشهدنا بخلاف ذلك التصديق لقوله تعالى : ( لا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمات ربك صدقا و عدلا لاملئن جهنم من الجنة والناس اجمعين.) فبهاذا تحقق لنا ان امر الخلاف لا يزول ولا يحول فقد راينا ذوي العلوم على هذا الحال وذوي الولاية على هذا ولا وجدنا لهذا الداء دواء تصديقا لكلامه العزيز الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فقد ساءني كلام الشيخ سيدي احمد بن مصطفي العلاوى فيما جرى بينه وبين عالم المسليمن القابض على السنة والدين"سيدي باديس"فتاملت تامل الحيران من هذا الامر الشنيع الذي لا يوافق اهل العلم ولا اهل التصوف فهم اولى من ينطق بالحق ويركن اليه واول من يمتثل لكلام الله ويجنح اليه فقد نهانا العزيز الجبار في كتابه عن الغيبة والنميمة والافتراء
اذا لم يبتدع وكان متبع لما سبق فلا عيب .. فقد سئل الشيخ سيدي احمد البدوي وغيره
في عصرهم عن الداعية.. فقالوا لو وجدنا في كل شعبة وواد داعية يامر بما امر الله ورسوله
وينهي عما نهى الله ورسوله فما ذاك الا زيادة في الدين وتنبيه للغافلين فقد امر الله بالنصيحة
والتواصي...فيا معشر الداعين.. و يا معشر المتفقهين.. لماذا تسارعوا لمثل هذا قبل ان تنهوا عنه وانتم لو اتاكم احد بمثل هذا لنهيتم وامرتم.. فما بال انفسكم عل هذا الحال حتى شفيتم
فينا الاعداء و اطلع على اموركم الاشقياء من كل الفرق. فلماذا لم تجتمعوا في صعيد واحد
وتطلعوا على احوالكم. فمن وجدتموه على حق نصرتموه.. ومن هو على باطل زجرتموه.. ليستقيم دينكم وتصلح مفاسدكم ويعلم الناس انكم على الحقيقة وصفاء الطريقة.. فهذا الخلاف ليس هو خلاف رحمة في امور الدين.. وانما خلاف في امور اتباع الهوى.. يغتب بعضكم بعضا ويلعن بعضكم بعضا. نبينا صلى الله عليه وسلم قال "لا تزال امتي على خير ما لم تتلاعن. فيا اخواننا في الدين ويا طائفة الموحدين ارجعوا على ما انتم عليه وكونوا اخوانا وعلى الدين اعوانا فانكم في عصر بين ذئب و ثعلب و اسد.. ولكم علوم تقيكم باسكم و تؤيد جنسكم و تنصر ملتكم.. فلا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم والاعداء لكم بالمرصاد فلا نهي الا بالسر. لقوله صلى الله عليه و سلم "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان. فلا يصلح الا من له راية من الحق واساس من الصدق وامر ليس فيه فتق.. فقد شوشتم عقول الاغبياء مثلي.. حتى انهم ظنوا انكم كلكم على ضلال.. ولا في دنينا مضل ولا ضال.. الا كثرة القيل و المقال الذي لا صواب فيه.. وان كان صواب فقد افسده اللجاج و كثرة الاعوجاج.. ما قل و افاد احسن مما كثر و فسد.. يا خير العباد كونوا كما امركم خالقكم.. و الله يهدي للحق و لطريق الصواب وما توفيقنا الا بالله عليه توكلت و هو حسبي ونعم الوكيل. والسلام
الطيب بن بوعمامة لطف الله به.
عن الزاوية الشيخية البوعمامية نقل الشيخ بوعمامة ابن شيخ الطريقة الشيخية الشاذلية
دور شيوخ الطريقة الشيخية الشاذلية